«رائدة الصوت والكلمة»، هو أحد الشعارات التي تعبّر فيه إذاعة «النور» عن نفسها بعد مرور ربع قرن على ولادتها (1988_ 2013). تواكب الإذاعة المناسبة اليوم بنهار تشرف عليه مديرة البرامج حنان الحسيني، وباحتفال تنقله قناة «المنار» والإذاعة من «المركز الثقافي لبلدية الغبيري» (قاعة رسالات) اعتباراً من الخامسة بعد الظهر. يتضمن الحدث شريطاً وثائقيّاً عن تاريخ الإذاعة، ثم كلمة المدير العام يوسف الزين، ويختتم بكلمة أمين «حزب الله» حسن نصرالله. أما النهار الإذاعي فينقسم إلى قسمين، أوّلهما يبدأ عند العاشرة من هذا الصباح ويستمر حتى الواحدة ظهراً، تليه فترة تنطلق بعد أخبار الواحدة، وتستمر حتى موعد الاحتفال عند الخامسة والنصف عصراً.
تجدّد إذاعة «النور» التابعة لـ«المجموعة اللبنانيّة للإعلام» شبابها في يوبيلها الفضي، وتستعد لتدشين مبناها المستحدث في منطقة صفير في بيروت، الذي تخطط للانتقال إليه في 8 آب (أغسطس) المقبل، تزامناً مع ذكرى هدم مبناها خلال عدوان تموز عام 2006. يعزو الزين التأخّر في الانتقال إلى المبنى الجديد إلى أسباب لوجستية. ويلخص لـ«الأخبار» كيف انطلقت الرحلة «من خطوة عفوية في غرفة متواضعة من ضاحية بيروت الجنوبية إلى مشروع بدأ يكبر، قبل انتقال إذاعة «النور» إلى مبناها الخاص عام 1990 في منطقة حارة حريك». استطاعت «النور» أن تحصل على ترخيص في 29 أيلول (سبتمبر) 1999 كإذاعة سياسيّة من الفئة الأولى أثناء حكومة الرئيس سليم الحص. خططت لرؤية بعيدة المدى توزّعت على ثلاث مراحل، تمتد كل منها على ثلاث سنوات، أولاها مرحلة إعادة التأسيس، ثم مرحلة التطوير الشامل والثالثة هي مرحلة الاحتراف.
وبينما شهدت مرحلة إعادة التأسيس انضمام الإذاعة إلى اتحاد إذاعات الدول العربية مطلع عام 2000 وإنشاء موقعها الإلكتروني وإطلاق بثها الفضائي الذي يغطي الآن منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وقسماً من أوروبا، يصف المدير العام يوسف الزين المرحلة الثانية بمرحلة التطوير الشامل (بين 2003 و2005). وصلت «النور» إلى كلّ الاراضي اللبنانية وأجزاء من سوريا وفلسطين والأردن والساحل المصري، فضلاً عن اعتمادها على استديوات البث والإنتاج بالنظام الرقمي. أما المرحلة الأهم فهي مرحلة النضوج أو الاحتراف التي انطلقت عام 2006 واستمرت حتى 2009. رغم أن ظروف حرب تموز عرقلتها في تحقيق أهدافها وتنفيذ برامجها حيث تعرّضت الاذاعة لتدمير مبناها بشكل تام، يفاخر يوسف الزين بعدم انقطاع صوت «النور» رغم الاستهداف والدمار. كذلك استطاعت إنقاذ مكتبتها وأرشيفها البرامجي، لكن «الظروف فرضت علينا توزيعها على أكثر من مركز عمل، وننتظر إعادة جمعها في مكان واحد عند انتقالنا إلى المبنى الجديد». يرى الزين أنّه «بعد كل ما مرت به الوسيلة الاعلامية، استكملت مسيرة النجاح بعدما حصدت 110 جوائز، منها 71 جائزة ذهبية بين 1998 و2012 خلال مشاركاتها في المهرجانات الاعلامية في القاهرة وتونس والعراق وإيران ولبنان». ويشدد على أهمية انضمامها إلى اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الاسلاميّة عام 2005، ما أتاح لها التعاون مع 80 إذاعة عربيّة وإسلاميّة من 35 بلداً حول العالم، تقدم لها برامجها من دون مقابل. يؤكد الزين حرص الاذاعة على تضمين كل شبكة برامج لها ما لا يقل عن 35 برنامجاً تتنوّع بين السياسي والديني والرياضي والثقافي والمسابقات، فضلاً عن تخصيصها مساحات للأيام العالمية. وعند السؤال الكلاسيكي عن شكل المنافسة مع الإذاعات، يوضح الرجل «أننا لا نضع أنفسنا في موقع المنافسة مع أحد، لأن الإذاعة ذات توجّه خاص»، ولا يخفي تشكيكه «في الإحصائيات التي لا تعبّر بحيادية عن نسبة المستمعين». ويختم المدير العام واعداً بأنّه «بعد مرور 25 عاماً على تجربة حافلة بالتحديات والإنجازات»، سيشهد هذا العام انطلاقة جديدة للإذاعة وتحدياً جديداً في مسيرتها الإعلامية والمهنية التي ما زالت تقاوم واقعاً يخاصم شيئاً فشيئاً «زمن الراديو».