بعدما رُفعت الأيادي الرسمية معلنةً عجزها عن إغاثة اللاجئين السوريين، يبدو أنّه لم يبقَ لهؤلاء أمل إلا في المبادرات الفردية والشبابية المدنية. إثر تمدد آثار الكارثة الإنسانية في سوريا إلى جميع المناطق اللبنانية، بما فيها مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، المكتظة أصلاً بسكّانها، انطلقت أخيراً مبادرة شبابية «محض إنسانية» لإقامة حفلة غنائية تهدف إلى دعم اللاجئين السوريين في المخيمات الفلسطينية في بيروت.
الفكرة انطلقت بدعوة من «حركة الشباب الفلسطيني» ومجموعة «معاً» الشبابية الفلسطينية، و«النادي الثقافي الفلسطيني» في الجامعة الأميركية في بيروت و«مركز العمل المدني والخدمات الاجتماعية» في الجامعة. وستحيي الحفلة مجموعة من الفنانين العرب، أبرزهم أحمد قعبور (1955) وأمل كعوش وزيد حمدان (1976). يقسم قعبور إطلالته على أربع أغنيات هي «حق العودة» و«بدّي غنّي للناس» و«أناديكم»، و«سوريا عم تنبض». وحول مشاركته في الحفلة، قال الفنان اللبناني لـ«الأخبار» إنّه جاهز للانخراط «في أي عمل يعود بالفائدة على أي محتاج حول العالم».
كعوش ستؤدي مجموعة من الأغاني التراثية الفلسطينية برفقة فرقة «جورجينا» السورية، فضلاً عن إطلالة طربية لأشرف الشولي وعفاف حذيفة، والدي جاي «صوت وصورة» الذي يُفترض أن يرافقه مغني راب. يشارك فنان الأندرغراوند اللبناني زيد حمدان في الأمسية عبر أغنيتي «الجزيرة» و«بلاكي»، قبل أن تنضم إليه مي وليد ليقدّما «مش مفيد» و«مش من هنا». في حديث مع «الأخبار»، يعرب حمدان عن تأثّره بوضع اللاجئين السوريين في لبنان، مضيفاً: «وضع الأطفال في الأزمة هو أكثر ما يؤلمني، لذلك أعمل جاهداً للمساعدة».
صحيح أنّ أهداف الحفلة ليست كثيرة، لكنّها مؤثرة بلا شكّ. باختصار، ترمي اللجنة المنظمة إلى «التخفيف من الحالة المؤسفة التي يعيشها الوافدون من سوريا في المخيمات الفلسطينية»، انطلاقاً من مخيم «برج البراجنة»، حيث تقيم أكثر من ألف عائلة سورية وفلسطينية عبرت الحدود للبقاء على قيد الحياة. يسعى المتطوعون الشباب من خلال عائدات الحفلة إلى «تجهيز مركز متكامل للأنشطة التربوية والثقافية في أحد مباني «مخيم البرج»، ليشكّل مساحة للتلاقي والتفاعل في محاولة للتخفيف (ولو قليلاً) من حجم المعاناة»، وفق ما قال أحد المنظمين عمر غنوم لـ«الأخبار». ويأمل المنظمون إعادة الثقة إلى اللاجئين كي يتمكنوا مجدداً من مزاولة ما يستطيعون من أعمال وتطوير قدراتهم وتحسين علاقتهم بمحيطهم اللبناني الحالي، فيما سيضم المركز أجهزة كمبيوتر وصفوفاً لتدريس اللغتين العربية والإنكليزية والتاريخ بإشراف أساتذة ومدرّبين متطوعين. نشاط الشباب سيبدأ من برج البراجنة، لكنّه لن يتوقّف هنا، إذ يُتوقع إنشاء عيادة طبية في مخيّم شاتيلا في بيروت قريباً، على أمل أن تشمل هذه الخدمات مختلف المناطق اللبنانية.



«لسوريا نغنّي»: 19:00 مساء اليوم ــ قاعة «أسمبلي هول»، «الجامعة الأميركية في بيروت». للاستعلام: 70/736569


https://www.youtube.com/watch?v=kqt3OtpkA1c