كان | بعد غد الأربعاء، تنطلق الدورة 66 من «مهرجان كان السينمائي الدولي» مع أسماء تعد بدورة مشوقة وعشرين فيلماً تتنافس على السعفة الذهبية. في العام الماضي، أثار غياب المخرجات عن التشكيلة الرسمية بعض الجدل. وهذه السنة، تنضم فاليريا بروني تيديسكي بوصفها المخرجة الوحيدة المنافسة في المسابقة الرسمية مع فيلمها «قصر في إيطاليا» الذي يرصد يوميات عائلة من الصناعيين الايطاليين. إدراج المخرجة الفرنسية في التشكيلة جاء مفاجئاً بعد التوقعات التي رشّحت صوفيا كوبولا. لكنّ الأخيرة ستكتفي بتظاهرة «نظرة ما» حيث يُعرض فيلمها «ذا بلينغ رينغ» الذي يتناول سرقة مجموعة مراهقين لمنازل النجوم في هوليوود. طبعاً، فرنسا ممثلة بقوة في المسابقة. نرى ضمن التشكيلة الرسمية أرنو ديبليشان («جيمي بي» دراما نفسية عن أحد المحاربين القدامى في الحرب العالمية الثانية)، وفرنسوا أوزون (شابة وجميلة)، والفرنسي من أصل تونسي عبد اللطيف قشيش (حياة أديل)، وأرنو دي باليير (مايكل كولهاس). بعد مرور 10 سنوات على عرضه «حوض السباحة» ضمن المسابقة الرسمية، يعود أوزون بفيلم عن الجنس والدعارة من خلال قصة مراهقة. ليس ديبليشان غريباً على الكروازيت أيضاً. رغم دخول أربعة من أفلامه ضمن المسابقة الرسمية منذ التسعينيات، إلا أنه لم يتمكن من نيل السعفة. وسيكون أرنو دي باليير من المخرجين الجدد في المسابقة، لكنّ فيلمه «مايكل كولهاس» منتظر خصوصاً أن مادس ميكلسن الذي يؤدي بطولته، حاز جائزة أفضل ممثل في الدورة السابقة من المهرجان. مخرج «عازف البيانو» (حائز السعفة الذهبية في «كان» 2005) رومان بولانسكي سيصعد مجدداً الكروازيت لتقديم فيلمه «فينوس ذات الفراء» المقتبس عن رواية مازوخ الشهيرة.
الى جانب الحضور الفرنسي القوي في المسابقة، يقترح المهرجان العريق على ستيفن سبيبلرغ الذي يترأس لجنة التحكيم، خياراً كبيراً من الافلام الاميركية أيضاً. أصحابها ليسوا بأسماء عابرة: من الأخوين كوين الى جايمس غراي وستيفن سودربرغ وألكسندر باين وجيم جارموش، جميعهم أصحاب أعمال سبق أن كوفئت ضمن المهرجان أو خارجه. إيثان وجويل كوين يعودان مع «داخل لوين دايفس» الذي يرصد سيرة مغني فولك في قرية غرينويتش النيويوركية في الستينيات. وفي أجواء الغناء، يدور شريط سودربرغ «خلف الشمعدان» مع مايكل دوغلاس ومات دايمون. «خلف الشمعدان» يتطرق الى قصة عازف بيانو، والعلاقة السرية التي تربطه برجل آخر. لم يكن جيم جارموش من الأسماء المطروحة ضمن المسابقة عندما كشف المنظمون عن البرنامج في منتصف نيسان (أبريل). الا أنّه كما جرت العادة في السنوات الأخيرة، أضيف فيلمه «وحدهم العشاق تُركوا أحياء» قبل أسبوعين من انطلاق التظاهرة. حصل الأمر نفسه قبل سنتين مع فيلم «الفنان» الذي دخل المسابقة في اللحظة الأخيرة، وراح يراكم الجوائز منذ ذلك الوقت. أما «نبراسكا» لألكسندر باين، فكان من الأعمال التي وجدت نفسها مدرجة في المسابقة بعد مرور أقل من 48 ساعة على إنجازها.
من المخرجين العائدين الى المهرجان، نذكر نيكولاس ويندينغ ريفن الذي نال جائزة الاخراج عام 2011 (عن «درايف»). يأتينا السينمائي الدنمركي بفيلمه «وحده الله يسامح»، كما يعود الياباني تاكاشي ميكي للمرة الثالثة مع Wara No Tate، وباولو سورنتينو مع «الجمال العظيم». أما أصغر فرهادي، أحد أبرز رموز السينما الإيرانية المستقلة، فيسابق بفيلمه «الماضي» الذي يجمع نجمين، هما: بيرينيس بيجو والجزائري الفرنسي طاهر رحيم ليحكي قصة مواطن إيراني عالق في قضية طلاقه، ما يذكّرنا برائعته السابقة «انفصال». في ظلّ هذه الأسماء الكبيرة التي تتضمنها تشكيلة الدورة 66، قد تكون مهمة اختيار الفائز صعبة على المخرج الاميركي ستيفن سبيلبرغ.

«مهرجان كان السينمائي الدولي»: من 15 حتى 26 أيار (مايو) المقبل ــ
http://www.festival-cannes.fr



لجنة التحكيم

تضمّ لجنة تحكيم الدورة 66 من مهرجان «كان» التي يترأسها المخرج والمنتج الأميركي ستيفن سبيلبرغ الممثلة الهندية فيديا بالان، والمخرجة اليابانية ناومي كاواسي، والممثلة والمنتجة الأوسترالية نيكول كيدمان، وكاتبة السيناريو والمخرجة والمنتجة البريطانية لين رامسي، والممثل والمخرج الفرنسي دانيال أوتوي، وكاتب السيناريو والمخرج والمنتج التايواني أنج لي، وكاتب السيناريو والمنتج والمخرج الروماني كريستيان مونجيو، إضافة الى الممثل الأوسترالي كريستوف وولتز. وسيكون الافتتاح مع فيلم «غاتسبي العظيم» للمخرج الأوسترالي باز لورمان المقتبس عن الرواية الشهيرة، ويختتم مع شريط Zulu للفرنسي جيروم سال.