الرباط | تفكيك أسلحة الغباء الشامل التي انتشرت في المجتمع المغربي، مهمة أخذتها المجموعة المغربية «هوبا هوبا سبيريت» على عاتقها في ألبومها الأخير kalakhnikov (كلاشنيكوف الغباء). المزج الماكر لاسم السلاح الأكثر استعمالاً في الحروب، باسم الغباء في العامية المغربية، كانت حصيلته تسع أغنيات من الروك الأقرب للـheavy Metal، ممزوجاً بإيقاعات الموسيقى المغربية التقليدية.
منذ تأسيسها عام 1998، صنعت «هوبا هوبا سبيريت» أسلوبا أصيلاً يميزها داخل الموسيقى البديلة المغربية. أكان على مستوى كلمات الأغاني أم تأليف الموسيقى. في kalakhnikov، يتصدى رضا علالي (الصورة) ورفاقه لمجموعة من الظواهر المزعجة في المجتمع المغربي كالرشوة وفوضى المرور ومحترفي التنظير في المقاهي والشوفينية. بقدر ما تبدو هذه المواضيع مملة، تقدمها «هوبا هوبا سبيريت» على طبق من السخرية والمرح العبثي. في كل الأغاني تتحول المواضيع إلى أشخاص، نتتبع حكايتهم ونسخر منها ومن تناقضاتها: Khoroto driver (السائق الذي بلا قيمة) يعيث فوضى في الشارع بلامبالاته، بينما كلاخنيكوف، هو الشخص الغبي الذي تثير تعليقاته اشمئزاز الراوي. نحن هنا أمام حكايات مغربية يومية معاصرة مروية بسخرية تمزج الكلمات الإنكليزية بالعامية المغربية. عناوين الأغنيات تحيل مباشرة إلى مواضيعها: ketama airways (الخطوط الجوية الكتامية) تحيل إلى منطقة كتامة المنتجة الأولى للحشيش في المغرب، بينما Grimma Awards (جوائز المأذونيات) تحكي قصة من يسرفون في إظهار وطنيتهم لنيل الامتيازات من الدولة. المزج بين الفيوجن وروحية الروك، اعتمدته المجموعة منذ ألبومها الأول «بلاد سكيزوفرين» (بلد شيزوفريني). أما kalakhnikov فقد جرت قرصنته وانتشر بسرعة على الإنترنت، وخصوصاً أنه أتى في فترة تعاني فيها الموسيقى البديلة الأمرّين في المملكة. أغلب المهرجانات المستقلة توقفت، أو تقلصت ميزانياتها. هكذا، تخلت بعض الفرق عن موسيقاها، وأحجمت أخرى عن إصدار ألبومات، لكن «هوبا هوبا» لم تستسلم، وكسبت معركة أخرى بالألبوم الجديد. في أغنية heroes، تستعيد الفرقة أبطال ألبوماتها السابقة الذين ردد أسماءهم الآلاف من معجبي «هوبا هوبا». تقول الأغنية: «ماما ماما فين كنّا فين بقينا. بلاد سكيزوفرين». فـ«أين المفر»، كما يقول عنوان أغنية أخرى، في بلدٍ لم يتغير قيد أنملة؟ المفر طبعاً إلى الروك المرح والسخرية اللذين تتقنهما «هوبا هوبا» جيداً.