الرباط | بلائحة طويلة من نجوم العالم، عاد «مهرجان موازين» إلى المغرب أمس بحالة من «الترف» تبدو دخيلة على بلد يعيش أزمة اقتصادية. فيما عوّل منظمو الحدث الفني السنوي على اختتام النجم الكوري الجنوبي «بساي» دورته الـ 12، أعلن وكيل صاحب أغنية المليار مشاهدة على يوتيوب (غانغام ستايل) اعتذاره عن عدم المشاركة بسبب ارتباطه باحتفال ديني برفقة عائلته، وفق ما أكدت إدارة جمعية «مغرب الثقافات» المنظمة للمهرجان. «موازين» الذي لاحقته لسنوات لعنات وانتقادات مقربين وقياديين من حزب «العدالة والتنمية» الإسلامي، يطل هذا العام من دون انتقادات تذكر. والسبب يعود ـــ طبعاً ـــ إلى وصول الحزب الراكب على الشعبوية الدينية إلى الحكم، إضافة إلى الهدنة التي أبرمها مع المحيط الملكي، وخصوصاً سكرتير الملك محمد منير الماجيدي، وهو رئيس جمعية «مغرب الثقافات».
ورغم الحديث عن أزمة اقتصادية في المغرب وتقليص أكثر من مليار و750 مليون دولار أميركي من نفقات الاستثمارات العامة كإجراءات تقشف، يأتي «موازين» حاملاً معه عقوداً مع مغنين ذوي أجور خيالية، ليؤكد مرة أخرى أنه لا يروم إلا النجوم. عقود المهرجان يحوطها ستار من الصمت، ولا يعلن المنظمون في نهاية كل دورة إلا عن أرقام لا تتعدى مئات آلاف الدولارات، بينما يؤكد واقع البرمجة الفنية أنّ مبالغ ضخمة تصرف لترسيخ مكانته على خريطة الأجندة الثقافية
الدولية.
مثلاً، يصل أجر بعض حفلات السمراء الفاتنة التي افتتحت المهرجان أمس ريهانا (الصورة) إلى نصف مليون دولار، وهو الأجر نفسه الذي يتقاضاه إنريكي إغليسياس (31 أيّار/ مايو). فما هو أجرهما في ضيافة المهرجان المغربي يا ترى؟ الفنانون العالميون الآخرون المشاركون في «موازين» يتقاضون مبالغ عالية جداً، وهو ما تؤكده المواقع التي تنبش في سيرة النجوم.
قائمة الفنانين المشاركين في المهرجان تقارب المئة تتنوّع بين مغنين وفرق موسيقية بلون القارات الخمس وإيقاعاتها. كأنّ المهرجان المغربي يصرّ على تحقيق شعاره «إيقاعات العالم». هكذا تشارك فرقة الروك الأسطورية Deep Purple في 30 أيّار (مايو) الحالي، إلى جانب البريطاني ميكا الذي يسبقها ويقدّم عرضه في 26 من الشهر نفسه.
«الإخوة جاكسون» يأتون بدورهم إلى الرباط ليقدموا حفلة تهدف إلى تكريم الراحل مايكل جاكسون في 28 أيّار (مايو)، فضلاً عن مشاركة البريطانية جيسي جي مساء اليوم، وتقديم الأميركي سيلو غرين الوصلة الأولى من حفلة الاختتام في الأوّل من حزيران (يونيو). ومن بين المشاركين أيضاً الموسيقي الأميركي الحائز جائزة «غرامي» جورج بنسون الذي يقدم اليوم حفلة في «مسرح محمد الخامس»، والفرنسي دايفيد غيتا الذي يقدّم حفلة في 29 الحالي.
لم يتركز اهتمام المنظمين على الموسيقى الأجنبية فقط، بل شخصت عيونهم نحو الأغنية العربية وراهنوا على نجومها. ثلة من الفنانين العرب يقدمون عروضهم، أبرزهم المصرية شيرين عبد الوهاب التي تقف على منصة «فضاء النهضة» اليوم. صوت نجوى كرم سيصدح في أجواء العاصمة في 28 أيّار (مايو)، بعد أن يغنّي كل من لطفي بوشناق والشاب مامي قبل ذلك بيوم واحد، في الوقت الذي يكون فيه الـ«كينغ» محمد منير قد أطرب الحضور ليلة 26. إلى جانب هؤلاء، يطل على المنصة نفسها عاصي الحلاني (29/5) وأحلام (30/5) وتامر حسني (1/6) وشذى حسون (30/5).
لتجنب الانتقادات حول إقصاء الفنانين المغاربة، برمج المنظمون إطلالات للعديد منهم في الدورة الحالية، على رأسهم عبد الوهاب الدكالي، وفرقة «السهام»، فضلاً عن هدى سعد ومعلم القناوى مجيد بقاص.
الموسيقى الأمازيغية الحديثة تحضر مع روادها «إزنزارن»، من دون أن ننسى مجموعات سبق أن شاركت في مسابقة «جيل موازين» لاكتشاف المواهب التي تنظم قبل أشهر من الحدث. الساحة الموسيقية المغربية الجديدة حاضرة مع باري (28/5) وchaht man، والـ«رابرز» آش كاين وbigg في 29 أيّار (مايو). كذلك، تتخلل المهرجان حفلات لموسيقيين من غانا والرأس الأخضر والكونغو والجزائر وكولومبيا والبرتغال وأوستراليا. إذاً، تتعدد أصوات المهرجان، في ظل خفوت الأصوات التي أكثرت من انتقاده خلال السنتين الأخيرتين. طبعاً، فكرة الحدث السنوي المغربي مهمة، تقدّم للجمهور مجاناً حفلات لفنانين من مختلف أنحاء العالم. لكن السؤال يبقى قائماً حول ما يقدّم للمهرجان الضخم من ميزانيات ومن أموال دافعي الضرائب. من أجل «الموازين»، يتجند القطاعان العام والخاص في المملكة لإنجاحه كأنه حدث قومي!



«مهرجان موازين 2013»: من 24 أيّار (مايو) إلى 1 حزيران (يونيو)، الرباط ــ http://www.festivalmawazine.ma