اليوم، سيمضي الإعلامي في قناة «الجديد» رامي الأمين بعضاً من يومه في مقر «مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية والملكية الفكرية» التابع للشرطة القضائية في منطقة فرن الشباك (جبل لبنان). السبب؟ شكوى قدّمها ضدّه الممثل اللبناني وسام صبّاغ على خلفية «ستاتوس» فايسبوكي عبّر فيه الأمين عن سخطه من إحدى حلقات برنامج «خدني معك» (الاثنين 20:45) على OTV التي استضاف فيها صبّاغ رجل الأعمال اللبناني رضا المصري.
يومها، قبل صبّاغ على الهواء مباشرةً «هدّية» من رئيس مجموعة «رضا المصري القابضة» عبارة عن سيّارة سبور فخمة (الأخبار 29/3/2013). كغيره من أهل المهنة الحريصين عليها، لم يحتمل الأمين مشهد الرشوة، فسارع إلى التعليق على حائطه الخاص على فايسبوك بأنّ «صبّاغ تملّق المصري إلى حد لا يطاق»، معتبراً أنّ قبوله للسيّارة فعل «حقارة»، ومتمنياً أن يصل كلامه إليه. وحمّل الأمين أيضاً قناة otv جزءاً كبيراً من المسؤولية، لأنّه «ما كانت لتعرض الحلقة لو لم تكن تلك ثقافة القائمين عليها». لجوء صبّاغ إلى القضاء لن يغيّر في اقتناعات الصحافي الشاب: «أنا مصرّ على رأيي وسوف أكرّره اليوم أيضاً»، يقول لـ«الأخبار». هو مصمّم على موقفه أكثر من أي وقت مضى، خصوصاً بعدما تكرّرت الحادثة مع رجل الأعمال والمخرج السابق جاد صوايا الذي «أنعم» على مقدّم البرامج «خفيف الظل» بشقّة (الأخبار 27/4/2013)، كما سبق لصبّاغ أن قبل سيّارة فخمة من بطل لبنان في رالي السيارات بيلي كرم قبل زيارته رضا المصري بأشهر قليلة. ومع انتهاء مهلة تقديم طلبات الترشيح للانتخابات النيابية، تأكد ترشّح كل من رضا المصري عن المقعد الشيعي في زحلة (محافظة البقاع)، وجاد صوايا عن مقعد الروم الكاثوليك في جزين (محافظة الجنوب).
لكن لماذا لم يستدع رامي الأمين مخفرٌ قريب من مقر إقامته كما تجري العادة؟ ولماذا وضع الملف بين أيدي «مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية والملكية الفكرية»؟ ولمن لا يعرف، فإنّ هذا المكتب متخصص في الجرائم الإلكترونية التي «تكون التقنية العالية هدفها ووسيلة لاقتراف الجرم»، كما يتدخل في مهمات مكاتب أخرى لملاحقة «التحرش الجنسي، وتسهيل الدعارة عبر الإنترنت، وإساءة معاملة الأطفال...». من يدري، قد يكون «الجرم» الذي ارتكبه الأمين أخطر من ذلك بكثير. وتبقى علامات الاستفهام مطروحة بشأن الغاية من خطوة وسام صبّاغ الأخيرة مع استمرار غياب قانون واضح للإعلام الإلكتروني يسمح للبعض باستغلال النفوذ وخلط الصلاحيات.



«رشوة» ونص

أكد المستشار القانوني لجمعية «مهارات» المعنية بقضايا الإعلام وحرية الرأي والتعبير المحامي طوني مخايل لـ«الأخبار» أنّ قبول وسام صبّاغ «الهدايا» الثمينة على الهواء من أشخاص أعلنوا صراحة نيّتهم الترشّح للانتخابات يعتبر مخالفة لأصول الإنفاق والدعاية المنصوص عليها في قانون الانتخاب. إلّا أنّه يقرّ بأنّ تأخّر بتّ القانون وعدم إنشاء «الهيئة المشرفة على الانتخابات» سهّلا حصول هذه التجاوزات. وعن ارتشاء الإعلاميين، شدد مخايل على أنّه مخالفة واضحة لأخلاقيات المهنة، ويمكن وضعه ضمن خانة «استغلال» المذيع لشخصيته وبرنامجه للتأثير على الجمهور بطريقة ما.