قال شهود عيان إنّ أجهزة الأمن السورية اعتقلت أمس الثلاثاء الفنان المسرحي نوار بلبل (1973) وشقيقته سمية، في منطقة ركن الدين في دمشق بعدما أوسعتهما ضرباً وسحلتهما في الشارع العام. وأكد شهود عيان من أهالي الحي لـ«وكالة الأنباء الألمانية» أنّ «عناصر المخابرات أجهزوا بالضرب على نوار وشقيقته سميّة، وسال دمهما، وتمزقت ثياب شقيقته، قبل أن يعمد عناصر المخابرات الى وضعهما في صندوق سيارة مغلقة واقتيادهما إلى جهة غير معلومة. والممثل السوري نوار وشقيقته هما ولدا الكاتب المسرحي المعروف فرحان بلبل ابن مدينة حمص، والعائلة من معارضي النظام السوري».
بسرعة البرق، انتشر الخبر على مواقع التواصل الاجتماعي وعشرات المواقع الإلكترونية (موقع «القدس العربي»، «اليوم السابع» المصري، «عكس السير» السوري...) إضافة إلى احتلاله مساحة خاصة على صفحات بعض الناشطين السوريين والممثلين المعارضين.
صحيح أنّ ممارسات النظام في تقييد الحريات وزجّ الفنانين والإعلاميين في السجون أعطت بطاقة خضراء لكل معارضيه حتى يكيلوا له ما يحلو لهم من تهم، إلا أنّ ذلك لا يبرّر عدم بذل الحد الأدنى من المهنية للتأكد من صحة الخبر.
المفارقة أن الممثل السوري نوار بلبل الذي عرف بمواقفه المناهضة للنظام ومشاركته في تظاهرات عدة، حاول قبل أسابيع تقديم مونودراما بعنوان «أحبها ، أحبها ، أحبها» عن نصّ لوالده الكاتب فرحان بلبل، وبطولة الممثل الفلسطيني السوري عبد الرحمن أبو القاسم. لكن الرقابة لم تمنحه فرصة عرضه على خشبات المسارح الرسمية، كما قال بطل العرض في اتصاله مع «الأخبار».
وأضاف: «اكتفينا بعرضه للأصدقاء على مدار سبعة أيام في مقر «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» في حي الطلياني في دمشق، وحضرته وزيرة الثقافة السورية لبانة مشوّح ووزير المصالحة الوطنية علي حيدر».
بعد ذلك، وضّب بلبل أغراضه ورحل إلى باريس حيث تقيم عائلته كي يوسّع نشاطه السياسي من خلال صفحته على الفايسبوك. لكن هذه المرة، وجّه سهام نقده اللاذع لجميع الأطراف المتنازعة على حساب مصالح سوريا وشعبها. لم نحتج إلا إلى إلقاء السلام على صاحب مسرحية «حلم ليلة عيد» حتى يطلق ضحكة طويلة ويكتفي بالتصريح لـ«الأخبار»: «أنا بخير وموجود في فرنسا، والخبر كاذب جملة وتفصيلاً».
سبق لبلبل أن أسس مع زميله الممثل السوري رامز الأسود فرقة «مسرح الخريف» وقدّما عروضاً هامة، منها «حلم ليلة عيد» و«المنفردة»، ونالا معاً جوائز هامة في أميركا، وإيطاليا، وإسبانيا وكندا.
كما سطع نجمه تلفزيونياً بعد مشاركته في المسلسلات الشامية، منها «باب الحارة» و«بيت جدي»، و«أهل الراية».
لكنّه أمس كان ضحية الأخبار الكاذبة التي يزداد أعداد مروّجيها كي تتلقفها وتزيد من انتشارها وسائل إعلامية دخلت مرحلة الشيخوخة.