روبير مينار يثير الجدل مجدداً. مؤسس ومدير منظمة «مراسلون بلا حدود» الفرنسية حتى عام 2008، قرر الترشح للانتخابات البلدية في فرنسا لعام 2014. لا شيء مفاجئاً حتى الآن، لكنّ الصدمة جاءت حين أعلن أنه سيكون مرشحاً ضمن لائحة «الجبهة الوطنية» اليمينية المتطرفة برئاسة مارين لو بن.
بعد تجربته في رئاسة مركز «للدفاع عن حرية الصحافة» في قطر انتهت عام 2009، عاد مينار الى الإعلام الفرنسي، لكنّ عودته كانت متعثرة. بعدما أوقفت برامجه في أكثر من محطة تلفزيونية وإذاعية، شغل منصباً استشارياً في قناة تلفزيونية قبل أن يطلق موقعه الإخباري «بولفار فولتير».
مينار الذي عرف بمواقفه الجريئة في الدفاع عن الحريات الإعلامية في فرنسا، بدأ منذ عام 2011 التقرّب من «الجبهة الوطنية» اليمينية. في ذلك العام، نشر كتاب «يحيا لو بن» (عن دار «مورديكوس» التابع لمينار)، حيث أراد الناشط الفرنسي أن «يستفز» الإعلاميين الفرنسيين «ويتحداهم» ويدافع عن الحزب اليميني ضد الهجمة المستمرة عليه. مينار كرر حينها أنه «ليس في صدد الدفاع عن لو بن، لا الأب ولا الابنة».
لكن، مينار أكّد تبنّيه الأفكار السياسية التي تحملها «الجبهة الوطنية» (تتصف بنزعة قومية متطرفة) من خلال إعلانه الترشح على لائحة «الجبهة» في منطقة بيزييه. المرشح قال إنه «لم يتفاوض أبداً مع الجبهة»، فيما أكدت لو بن حصول «مناقشات معمقة معه» في هذا الشأن خلال إعلانها ترشحه مع جبهتها منذ أيام. مينار الذي أعلن أنّ اللائحة التي سيترشح ضمنها ستكون لائحة «وحدة وطنية»، وستشمل أعضاءً من اليسار، من دون أن يسمّيهم، قال أيضاً إن في رصيده أتباعاً من «الاتحاد من أجل حركة شعبية» UMP. منذ إعلانه الترشّح مع لو بن، انهالت الانتقادات على مينار. وصف البعض خطوته بـ «الانفصام»، سائلين «كيف يكون بإمكان أحد أن ينشط طوال حياته من أجل مبادئ سامية مثل حرية الصحافة، ثم ينتقل الى صفوف جبهة يمينية متطرفة ترفض الآخر». من جهة أخرى، حذرت الجمعيات المناهضة للعنصرية من «الوقوع في فخ مينار»، وأوضحت أنّ «انتخابه سيعني انتخاب الجبهة الوطنية بأيديولوجيتها المعروفة وتاريخها المقرف». مينار الذي يتقن لعبة الحشد ورفع الشعارات البراقة منذ أن قاد «مراسلون بلا حدود»، كرر منذ بدء حملته الانتخابية أنّ ترشحّه «غير سياسي»، وأنه «لن يترأس لائحة للجبهة الوطنية».



التجربة القطرية!

في عام 2008، ترك الناشط روبير مينار المؤسسة التي أنشأها وعمل فيها منذ سنة 1985، أي المنظمة غير الحكومية «مراسلون بلا حدود». وفي العام نفسه، توجه الى الدوحة حيث ترأس «مركز الدفاع عن حرية الإعلام». يومها، أثارت تلك الخطوة موجة من الانتقادات ضدّه، واستغرب الصحافيون قبول مينار العمل في ظلّ نظام ديكتاتوري لا يؤمن أصلاً بحرية الإعلام والصحافة والفكر والتعبير. وبعد عام على تجربته القطرية، أعلن مينار انسحابه من المشروع، بعدما «سلب حرية العمل وكل وسائل ممارسته هناك» على حد تعبيره.