قبل عام ونصف عام، بدأت مجموعة من مؤسسة «القوس للتعددية الجنسية والجندرية في المجتمع الفلسطيني» بتوجيه دعوة إلى فنانين وفنانات من فلسطين والجولان السوري المُحتل للعمل على مشروع موسيقي يطرح مواضيع التعددية الجنسية والجندرية، ويحكي تجارب من حياة المجتمع المثلي في فلسطين. لا شك في أن كلّ من أسهم في المشروع من فنانين ونشطاء شعروا بالانتماء إلى الفكرة لغاية الإعلان عن مشروع «غنّي عن التعريف» انطلاقاً من حيفا.
بدأت حملة المشروع في أيار (مايو) مع إنشاء صفحة فايسبوكية وحساب على تويتر، وإنتاج ثلاثة أفلام قصيرة احتوت مقاطع من بعض الأغنيات لنقل صورة عن المشروع (إخراج إيلي رزق وشهد عيساوي). واختُتمت الحملة بإطلاق موقع «غنّي عن التعريف» الذي يضم المواد التعريفية بالمشروع وأغنياته الثماني، والفيديو، والصور، والمدوّنة. أغنيات «غنّي عن التعريف» الثماني تلائم التوجه الأساسي للمشروع وتتنوع بين التعبير عن الاختلاف، والشعور بالغربة، والمواجهة اليومية لمجتمع قاس ينبذ كل شخص مختلف، وحتى رفض الأهل وتداعيات هذا الرفض على الاختيارات الشخصية للإنسان، وإضطراره إلى ترك مساحات يحبّها كي يكون بمقدوره «أن يعيش» بلا ملاحقة. تمثّل ذلك في أغنية «جئت إلى أهلي» التي كتب كلماتها ولحنها وغناها جوان صفدي بمشاركة هيا زعاترة. يقول أحد مقاطع الأغنية: «جئت إلى أهلي ولم يقبلوني/ طرقت الباب، لم يفتحولي/ وداعاً يا عروس البحر/ أنا راجع إلى بير السبع».
جمع «غنّي عن التعريف» عناصر عديدة بالإضافة إلى الموسيقى. المشروع شبابي وفلسطيني تماماً، من حيث نقل الأغنيات إلى واقع المجتمع المثلي الفلسطيني. لا يمكن فصل الذاتي والشخصي والاجتماعي عن المنظومة الاستعمارية التي يعيشها الفلسطينيون في الأراضي المحتلة وأيضاً انتمائهم للمكان. يظهر هذا الشق بقوة في أغنية «بحبّك» (كتب كلماتها محمد حليم ولحنها فريق «جمع تكسير» حسن ورامي نخلة من الجولان، وغنّتها رلى عازر). تتحدث الأغنية عن قصة حبّ بين صبيتين، فيقول المقطع الأول: «يسعد الله هالضحكة/ بتحرر أسرى وبتحمس ثوار». وتواصل الفتاة وصف حبّها من وحي هوية المكان، فتقول بلهجة فلسطينية: «بحبّك ووقت الجد/ عَ السور بطلع بصيّح/ تا وقف الجزر والمد/ وتا أهل حيفا يفزعو/ وتصل الرملة عَ اللد».
لا شك في أنّه كان لطاقم المشروع مخاوف راودتهم طوال فترة العمل. لكنّ طاقم «القوس» يقول لـ «الأخبار» إنّ التفاؤل كان أقوى من القلق: «نحن نأمل أن يكون المشروع خطوة باتجاه فتح حوار اجتماعي في كل ما يخص التعددية الجنسية والجندرية».


www.ghanni.net