تونس | وسط الأنماط الموسيقية السائدة التي يغلب الطابع التجاري على معظمها، خرج «موسيقى والسّلام» إلى الضوء. قبل سنة، اجتمع عدد من الشباب والموسيقيين التونسيين الذين يربط بينهم الاهتمام بالموسيقى، وأسسوا مهرجاناً للموسيقى البديلة تحت اسم «موسيقى والسّلام». يعمل المهرجان على تقديم مجموعة من الفرق الموسيقية التونسية، والعربية الشابة إلى الجمهور التونسي.
بعد نجاح دورته الأولى، يعود هذا العام باندفاع وعلى نحو أوسع، ليستمرّ من 18 حتى 23 حزيران (يونيو) في ساحة «متحف قرطاج». منذ دورته الأولى، اعتمد المهرجان على التسويق الافتراضي والبصري. هذا التسويق يأخذ مكانه في النشر الإلكتروني عبر صفحة المهرجان الفايسبوكية التي تضم (حتى لحظة كتابة هذا المقال) 5750 معجباً ومعجبة. أما الجانب البصري السمعي، فيستخدم أيضاً الصفحة الإلكترونية، كمنصّة ينطلق منها لنشر مقاطع الفيديو، من بينها مقطع إعلاني أُنتج خصيصاً للمهرجان، يصوّر شاباً في الصحراء يستمع راقصاً إلى أحد الأعمال الموسيقية لفرقة «تيناريوين» المالية التي ستشارك في الحدث هذه السنة.
بعدما وجدت المجموعة المؤسّسة نفسها «أمام ظاهرة كبيرة وغير معروفة بما فيه الكفاية، ألا وهي ظاهرة التعبير الفنّي المتعارض، أو التعبير البديل الذي ينقطع نهائياً مع تصورات الإعلام الجماهيري»، قرر كلّ من شريفة الجعيبي، وبديعة بوحريزي، ومصطفى ميهوب، ومحمد بن سعيد وفاطمة بن عيسى تنظيم هذه المبادرة، التي تهدف إلى «رفع الحجاب عن عالم موسيقي غير معروف من قبل الجمهور، وإلى مشاركة أكبر عدد منه في تذوق هذه الموسيقى الجديدة، بعيداً عن مسالك التوزيع التجارية والأنماط السائدة».
لا تجديد في فكرة المهرجان بدورته الثانية، إذ لا تزال محاوره الأساسية نشر التراث الموسيقي، والسياسي، والاجتماعي بواسطة سلاح الموسيقى، الذي استطاع أن ينتقل بين البشر بالرغم من الحدود السياسية بينهم، كما يهدف إلى تعريف الجمهور التونسي بأهم الإنتاجات الموسيقية المحلية الجديدة، وإنتاجات المنطقة العربية وغير العربية. الدورة الماضية مثلاً استضافت فنانين أمثال خيّام اللامي، ومريم صالح، وزيد حمدان وغيرهم.. أما هذه الدورة، فترتكز على الفرق التونسية، ليستضيف «موسيقى والسّلام» كلّاً من «فرقة حسّ»، وجاسر حاج يوسف، وDUB MEL KABA وفرقة Gultrah Sound System، وMr.Kaz من تونس، إلى جانب مكادي نحاس (الأردن)، وفرقة «تيناريوين» (مالي)، وفرقة «الألف»، و«الراس» و«مونما» (لبنان)، و«هوبا هوبا سبيريت» (المغرب).
إن استمرار مهرجان «موسيقى والسّلام»، والدور الذي يؤديه في تونس بإلهامه الآخرين، وخصوصاً في السعي إلى التعريف بالموسيقى البديلة الجديدة، هو دلالة على التقبّل الواسع الذي تلاقيه هذه الموسيقى بعكس المقولة السائدة «الجمهور يريد هذا النوع»، التي تبرّر مسألة الترويج للموسيقى التجارية. ازدياد جمهور هذا النوع من الموسيقى في المنطقة بأكملها يكمن في تفعيل الأطر الثقافية، والفنية، والاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية في تونس للاهتمام بدور الفنّ ومكانته في تفاصيل الحياة اليومية، إضافة إلى توفير الدعم للفرق المستقلة.



«موسيقى والسلام»: من 18 حتى 23 حزيران (يونيو) _ ساحة «متحف قرطاج» ـــ
https://www.facebook.com/MousiqaWassalem