قد تبدو المهمّة صعبة. محاولة إقناع طفل بأن الأفلام الكرتونية كـ«ريمي»، و«زينة ونحول»، والنمر المقنع» ليست عربية لن تجعله يصدق كل هذا الهراء. يرجع السبب هنا إلى عملية الدبلجة المحترفة والبسيطة لأفلام التحريك مع سامي كلارك، ووحيد جلال، وإلفيرا يونس... أما اليوم، فقد تحوّل هذا الفن البصري إلى وسيلة تعبير أساسية لدى الشباب العربي، تقارع كل القضايا المحيطة. عند السابعة والنصف من مساء الغد، يفرد «بيروت متحركة» مساحة خاصة للأعمال العربية واللبنانية الـ 17 المشاركة.
تقسم هذه الأفلام القصيرة إلى الأفلام المحترفة، والأعمال الطلابية.
قضايا المجتمع العربي، والهمّ الإنساني والفردي، والهموم المدينية، والتراث الشعري تيمات تخيّم على أفلام التحريك العربية. في «برج المرّ: برج المرارة» (12 د ــ 2013) انطلقت اللبنانية لينا غيبة من برج المر بوصفه معلماً من معالم المدينة مرتبطاً بالحرب الأهلية، مستخدمة تقنيات متعدّدة منها الرسم، والتركيب، والـ Stop-motion، عاونها في الصوت والتوليف الفنان اللبناني ربيع مروّة. فيما لجأ اللبنانيان جوان باز، ودافيد حبشي في «فؤاد» إلى قضية المخطوفين اللبنانيين في الحرب الأهلية من خلال تقنية الفوتوشوب الثنائية الأبعاد.
أما في مشروعها التجريبي «صبا» (٤ د ـ ٢٠١٢)، فاستكشفت اللبنانية ماريا مطيرق (الأفلام الطلابية)، وسائل التعبير من خلال الكلمات، مستخدمةً تقنيات تحريك مختلفة وخمس قصائد قصيرة لرابعة العدوية، ولجبران خليل جبران وأحمد شوقي وغيرهم. وفي استخدامها الخط العربي، تعالج الأردنية زينة أزوقة في «لست شيّا» (٣ د ـ ٢٠١٢) الحب والسيطرة من خلال قصّة حب تجمع النقطتين الجالستين فوق حرف التاء المبسوطة.
ومن بين المشاركات السورية الثلاث، يتطرق السوري جلال الماغوط في فيلمه «قماش على مواد مختلفة» (5 د ـ 2012) الذي عُرض ضمن «مهرجان كان» الأخير إلى تيمة الإنسان خلال الحرب، مستمداً إياها بالطبع من الأحداث السورية، ومستخدماً تقنية تحريك القصائص (cut out animaion) وتقنية ثنائية الأبعاد.
ومن مصر التي اقتصرت مشاركتها على ثلاثة أفلام، نشير إلى «الساقية» (دقيقة و33 ثانية ــ 2011) لمهند حسن الذي حاز عنه جائزة «لجنة التحكيم الخاصة» في «مهرجان الإسكندرية 2012». عالج حسن هنا إحدى رباعيات صلاح جاهين، مسقطاً إياها على الوضع الراهن. وفي «هذه ليست لعبة فيديو» (3 د ـ ٢٠١٢)، تعيد التونسيتان رانيا واردة، وهاجر شلبي رسم حيوات الناس للإضاءة على جيل مضطرب يتمزّق بين الوهم والتحرر، والثورة والواقع، معتمدتين على تقنية
الـ stop-motion.
حصة الأسد من المهرجان كانت من نصيب الأعمال اللبنانية (ستة أفلام)، فيما شاركت الإمارات للمرّة الأولى من خلال «الخطيئة المميتة الثالثة» (١٠ د ـ ٢٠١٢) لأمنية العفيفي، وماجدة الصفدي، وسارة زهير.



«أفلام عربية ولبنانية قصيرة»: السابعة والنصف من مساء الغد