كأنما لم يتغيّرْ شيءْ.
في الماضي
كنّا إذا سمعْنا صرخةَ امرأةٍ تُغْتـصَب
نهزّ رؤوسنا ونقول:
«المسكينةُ نافدةُ الصبر..تؤنِّبُ أطفالها».
وإذا أبصرْنا جثةً عالقةً على ضفّةِ النهر
نقول: «لعلّهُ كيسُ قمامةْ!».
.. .. ..
الآن، إذْ نسمعُ صوتَ المرأةِ المؤَنِّبةْ،
نقول: «العذراءُ سيئةُ الحظ ..إنهم يغتصبونها».
وإذا أبصرْنا كيسَ قمامةٍ عالقاً بين أعشابِ الضفّةْ
نقول مُتَحَسّرين:
«تُرى، جثّةُ مَن
تلك التي تَتَخبّطُ في مجرى مياهِ النهرْ؟..».
.. .. ..
بين أمسِنا الكفيف وغَدِنا الأعمى
لا شيءَ يتكرّرُ
سوى الظلمات
وأخطاءِ القراءةْ.
2/4/2011


رائحةُ الغائب



في غيابي
ساعةُ الحائطِ لن تتوقّفَ عن الطنين،
والهواءُ سيزدادُ قتامةً وصمتاً
كأنهُ يتذكّرُ رائحةَ لحمي.
3/4/2011

أعدائي البِيض/ أعدائي السود



لطالما قلتُ لأعدائي:
انتبهوا! أنتم ذاهبون إلى الموتْ.
وطالما قلتُ لأعدائهم:
وأنتم أيضاً ذاهبون إلى الموتْ.
لا هؤلاء صدَّقوا ، ولا أولئك.
أما أنا فأستطيع منذ الآن
أنْ أرى ما حدثَ في المستقبل:
الأعداءُ ماتوا. وأعداؤهم أيضاً.
وحْدهم أبناؤهم اليتامى
واقفون بانتظاري على أبوابِ جبّاناتهم
ليقولوا لي:
آه يا شيخَنا التعيس
كم كنتَ صادقاً في نبوءتِكْ!
4/4/2011