قلبت الإذاعات اللبنانية كل موجاتها أمس، وألغت من قاموسها البرامج الصباحية التي تقتصر على الأغنيات و«الدردشة»، وفتحت هواءها ليعبّر الناس عن آرائهم. للمرة الأولى، اتّحدت الإذاعات وبثّت أغنيات وطنية للجيش اللبناني. هكذا، سمعنا «نحنا الثورة والغضب» لجوليا بطرس التي أدخلت جرعة من الحماسة، فانهالت اتصالات المواطنين المؤيدة والداعمة للجيش. إذاعة «صوت المدى» فتحت هواءها لتلقّي الاتصالات الهاتفية التي تستنكر الهجوم على الجيش: أمّ بكت على الهواء، لأن ابنها في أرض المعركة ولا تعرف مصيره، وأخرى تتمنى لو تحارب مع الجيش وتسقط شهيدة. في هذا المناخ المواتي، نفض أوبريت «جيش لبنان» الغبار عنه (كلمات نزار فرنسيس وألحان سمير صفير)، علماً أنّ العمل أدّاه عاصي الحلاني، ونانسي عجرم، ووائل كفوري، ونوال الزغبي، وسمير صفير في مناسبة عيد الجيش (1 آب) العام الماضي. لم ينل ذلك الاوبريت أيّ ضجّة لدى صدوره، إلا أنّه ولد مرة ثانية أمس مع بثّه على «صوت المدى».
أما باقي الاذاعات على غرار «دلتا» و«جرس سكوب»، فكلّها توقفت عن عملها اليومي المعتاد، ودعت إلى التهدئة ومساندة الجيش ووأد الفتنة، كما تلقت اتصالات من مراسليها في المناطق للاطلاع على مجريات الاحداث في المدينة الجنوبية المجروحة.