صيحة نور الشريف الشهيرة في المشهد الأخير من فيلم «العار» (تأليف محمود أبو زيد إخراج على عبد الخالق) «شقى عمري ضاع»، استعادها أول من أمس الإعلامي باسم يوسف على طريقته الساخرة، بعد قرار إغلاق القنوات الدينية المتطرفة في المحروسة، إثر إعلان قائد الجيش عبد الفتاح السيسي قراره بعزل الرئيس محمد مرسي. تلك المحطات التي كانت تشكّل برامجها ما يصل إلى 90 في المئة من الفيديوات المثيرة للسخرية، كان يعرضها يوسف في الموسم الثاني من حلقات برنامجه «البرنامج» (الجمعة 22:30 على قناة cbc).
ذلك الموسم الذي انتهى قبل أيام من سقوط مرسي، لن يشهد حلقة إضافية، ولا يزال الإعلامي وفريقه مصمّمين على أنه لا يمكن تقديم برنامج مليء بالمواقف الضاحكة والساخرة، بينما هناك ضحايا يتساقطون بسبب الفتنة التي زرعها نظام الرئيس المعزول وأعوانه.
باسم، كما اعتاد في الأيام الأخيرة، سجّل عبر حسابه الخاص على تويتر الكثير من مشاعره حول ما يجري في المحروسة، مؤكداً أنه «يحاول التعاطف قدر المستطاع مع هؤلاء الذين اتهموه بالخيانة والكفر»، مطالباً «الجموع السعيدة بعزل مرسي وبعدم الشماتة في الإخوان». وفي الوقت نفسه، تذمّر يوسف من سؤال «هتعمل إيه بعد رحيل مرسي؟». رغم أنّ الإعلامي حقّق نجاحاً كبيراً أيضاً قبل أن يصبح مرسي رئيساً لمصر قبل نحو عام، يعترف الجميع أنّ خطابات الرئيس المعزول المليئة بالكوميديا كانت ملهمة لباسم وفريقه الإعدادي.
أما الغاضبون من سقوط مرسي، فتحدّوا باسم بأن يسخر من قائد الجيش عبد الفتاح السيسي، كما فعل مع الإخواني المعزول، ليردّ عنه آخرون بأنّ السيسي لن يخطب كل يوم ويطلق عبارات تثير السخرية كما كان يفعل مرسي الذي وجه إلى الشعب 60 خطاباً في عام واحد. وفيما لم يعلن باسم يوسف بالطبع مضمون الموسم المقبل من «البرنامج»، وصلت حدّة الاتهامات الموجّهة إليه من لجان الإخوان الإلكترونية إلى حدّ القول إن انتهاء الموسم الثاني تزامن مع سقوط مرسي، كأن «جون ستيورات العرب» قد أنهى مهمته الإعلامية. غاب عن هؤلاء أنّه ما كان لمحمد مرسي أن يسقط بهذه الطريقة لو استجاب مبكراً لمطالب الجماهير، أياً كان كمّ السخرية الذي سيطاله من باسم يوسف في «البرنامج».