لم يسافر طوني خليفة (الصورة) إلى مصر لتغطية أخبار ثورة «30 يونيو»، بل صودف وجوده في المحروسة خلال قيامه بالإعداد لبرنامجه السياسي الجديد «آسفين يا ريس» الذي سيعرض على قناة «القاهرة والناس» في شهر رمضان المقبل. يشعر المقدّم اللبناني بسعادة لوجوده في القاهرة ومعايشته للتظاهرات المليونية، لكنّ فرحته تلك ممزوجة بغصّة، لأنه تمنّى لو كانت تلك التظاهرات موجودة في بلده.يكشف خليفة في حديث إلى «الأخبار» أنّه خلال تنقّله يومياً من الفندق الذي ينزل فيه إلى استديو الإعداد لبرنامجه، يمرّ بغالبية الطرقات التي تشهد التظاهرات. يرى الإعلامي أنه محظوظ لأنه عايش ثورة «30 يونيو»، وتعرّف عن قرب إلى تظاهرات وطنية تُنادي بمصر فقط، من دون اعتبارات لزعيم سياسي أو ديني، لافتاً إلى أن تلك الثورة نقيضة لما يجري في لبنان، فغالبية «التظاهرات هنا تنزل إلى الشارع بطلب من بعض السياسيين أو رجال الدين». يصف خليفة المشهد في مصر اليوم بأنه «شيء من الخيال ولا يمكن التعبير عنه بكلمات»، لافتاً إلى أنه يشاهد للمرة الأولى في حياته ضخامة تلك الحشود المجتمعة صفاً تحت راية واحدة في الشارع، وهي الحفاظ على مصر.

لم يعايش خليفة الثورة المصرية الأولى على أرض الواقع، بينما يراقب حالياً الأحداث هناك بالعين المجرّدة ويصفها بـ«اللحظات التاريخية التي ربما لن تتكرّر». يلفت مقدّم برنامج «للنشر» على قناة «الجديد» (السبت بعد نشرة الأخبار المسائية) إلى أنه جال في الشوارع التي تشهد تظاهرات من داعمي الرئيس المعزول محمد مرسي، وكذلك مرّ بالمناطق التي تعيش تظاهرات تنادي بخلع مرسي، معتبراً أن مصر «أم الدنيا وتحتوي جميع الطوائف، ولا يمكن اختصارها بفريق سياسي معيّن». يصف خليفة التظاهرات الأخيرة بأنها «ثورة حقيقية من أجل مصر، فلعلّ اللبنانيين يتعلّمون منها ولو قليلاً».
أصبح الإعلامي متخصّصاً في شؤون مصر السياسية، بعدما قدّم برنامجه «زمن الإخوان» العام الماضي على قناة «القاهرة والناس» ولقي ضجّة في المحروسة. خطّط هذا العام لتقديم برنامج سياسي آخر، وكان من المتوقع أن يحمل اسم «آسفين يا ريّس»، وهنا يتدخّل المقدّم ويشرح أن «آسفين بالمعنى الإيجابي والسلبي للكلمة». بدأ الإعلامي اللبناني الإعداد لبرنامجه قبل فترة وجيزة، فاتفق على استضافة 15 شخصية تنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، إلا أنه بعد قرار عزل مرسي، مُنعت تلك الأسماء من الظهور على الشاشة، وبالتالي اضطر خليفة إلى تغيير مخطّط برنامجه وطبيعته وحتى اسمه. هكذا، يسابق خليفة الوقت اليوم، ويُعدّ لصيغة أخرى من برنامجه الرمضاني.