كأنّ وسائل الإعلام اللبنانية لا تكفيها الريبورتاجات التي تزرع الخلافات في المجتمع المنقسم أصلاً على بعضه. ها هي تتسابق أمس على تشويه سمعة سيمون أسمر صاحب الفضل في خلق جيل كامل من الفنانين وإرساء برامج المواهب.
أمس، ركضت هذه الوسائل وراء السبق، tقال بعضها بأنّ المخرج مسجون بتهمة “شيكات بلا رصيد” ثم “تطوّرت” التهمة لتصبح “جريمة قتل” على خلفية توقيفه في قضية مقتل أحد السوريين العاملين في مطعمه. وفي إتصال مع “الأخبار”، كشف المخرج الشاب بشير أسمر أنّه يوم السبت الماضي، استُدعي والده إلى “فصيلة غزير” (جونية)، وكان الأمر سرياً لغاية إنتهاء التحقيقات على إعتبار أنّها “أمر روتيني وطبيعي، لأنّ المغدور كان يعمل في مطعم والده”. وأضاف أنّ بعض المواقع نشرت صورة والده مع عنوان عريض “توقيف سيمون أسمر بتهمة القتل”، فأخذت وسائل الإعلام “تطبّل” بالخبر مستبقةً التحقيق، وواضعة نفسها مكان القضاء.

ولفت المخرج الشاب إلى أنّ عائلته لا تفهم سبب الهجمة التي تشنّها وسائل الاعلام على والده، كاشفاً أنّ “محطة mtv هي الوحيدة التي لم تتطرق إلى تلك القضية.
بينما شهّرت باقي القنوات بالمخرج من دون إحترام مشاعر عائلته التي إنهارت فور مشاهدتها الخبر على الشاشات”.
وتابع أنّ العائلة ستتخذ الاجراءات القانونية بحقّ القنوات التي شهّرت بوالده. وأوضح المخرج الشاب أنّ والده لا يزال قيد التحقيق في “فصيلة غزير”، وكان يُفترض أن يخرج أمس، لكن من المعروف أنّ “الدوائر الرسمية لا تعمل أيام العطل، فتقرّر إستكمال التحقيق معه اليوم على أن يطلق سراحه لاحقاً”.
في المقابل، كشف مصدر أمني من قوى الأمن الداخلي لـ “الأخبار” أنّه يُشتبه وجود علاقة لسيمون اسمر في قضية المغدور، بعدما أدلى أحد رفاق الأخير بإفادة مناقضة لتلك التي أدلى بها أسمر، إضافة إلى وجود رسالة ابتزاز على هاتف العامل المغدور”. وأشار إلى أنّ أسمر الذي يعاني من متاعب صحية في الآونة الأخيرة، قد يُنقل إلى “مستشفى الحياة” في حال استدعت حالته الصحية ذلك.
في الإطار نفسه، أصدرت عائلة المخرج اللبناني بياناً ليل أمس أوضحت فيه أنّها “لن تدخل في ردّ على الاتهامات العشوائية، لأن التشهير بأيّ إنسان من دون أيّ دليل، ليس بعمل شجاع بل يبقى عملاً جباناً”. ولفتت إلى أنّها “مقتنعة ببراءة المخرج، وأنّ بعض المصاعب المالية لا تجعل الانسان متهماً بأمور مماثلة لا تمتّ إليه بأي صلة”.