لكن حالة رامي عليق، العضو السابق و«التائب» في «حزب الله» وصاحب كتاب «طريق النحل»، تغري بتناولها، مع كل إطلالة لهذا الكاتب على الإعلام، خصوصاً مع الجهد الواضح الذي يضعه في سبيل اعتلاء الشاشات، وتسلّق خشبات مسارح البرامج الحوارية. يحاول مع مكتبه الإعلامي، التسويق لنفسه على أنّه ضحية وهدف متحرك يبحث عنه قنّاصو «حزب الله» الذين يطلبون رأسه!حين قرر توقيع كتابه، سوّق لحملة مسلّحة قام بها عناصر في «حزب الله» في قريته لمنعه من توقيعه. وراح مكتبه الإعلامي ــ نعم، «المكتب الإعلامي للكاتب رامي عليق» حرفياً ــ يصدر بيانات متتالية عن تعرض الكاتب لمحاولة اغتيال في قريته الجنوبية من قبل عناصر في «حزب الله»، يهدفون إلى منعه من توقيع كتابه، والتضييق عليه. ثم ما لبث، بصبيانية موصوفة، أن نشر صورة له على الفايسبوك وهو يأكل البوظة، مرفقة بتعليق «رامي الآن»، في طمأنة لـ«جماهيره» إلى أنه بخير، ونجا بأعجوبة من محاولة الاغتيال! ولعل أطرف التعليقات التي رافقت فيلم الأكشن هذا، قول أحدهم، ساخراً، إنّ «حزب الله» قسم عناصره إلى قسمين: قسم يقاتل في القصير، وقسم يحاصر رامي عليق! فيما سجّل إعلامي تحتسبه قوى الرابع عشر من آذار مقرّباً منها، امتعاضه من صبيانية عليق، مطالباً من يتعاطفون معه ويصدقونه بأن يتوقفوا عن ذلك، قائلاً: «بربكم لا تبتذلوا معارضة «حزب الله»، فهذا أكثر ما يخدم الحزب نفسه، ولنا في الطريقة التي أدارت بها قوى ١٤ آذار معركتها في المناداة على شيعة معارضين غبّ الطلب الكثير من العبر، فلنعتبر». حتى أنّ ابنة عمّ الكاتب مروى عليق التي تعرضت بجدّ لحملة من قبل مناصرين لـ«حزب الله» على خلفية «ستاتوس» كتبته على الفايسبوك انتقدت فيه قتال الحزب في سوريا، واضطرت لمغادرة مكان سكنها في الضاحية الجنوبية، حتى هي انتقدت انتفاخ «الأنا» لدى ابن عمها، وقالت إنّ ما قاله في برنامج «بموضوعية» مع وليد عبود قبل فترة لا يمثلها ولا يعنيها!
إذاً نحن إزاء حالة، لا يختلف عاقل على أنّها وهمية ودونكيشوتية، فضلاً عن أنها تستحق الدراسة في كليات علم النفس العالمية. ها هو رامي عليق يدعو عبر الفايسبوك إلى انتفاضة في العاشر من أكتوبر، على غرار الانتفاضة المصرية التي أسهم فيها أكثر من 30 مليون مصري، مع فارق بسيط أنّ المُلَيّكين (من لايك) للكاتب على دعوته الفايسبوكية لم يتجاوزوا عشرات الأنفار! أما آخر إبداعات الكاتب «الشهير» فهو إعلان مصوّر يتضمن لقطات من لقاءاته التلفزيونية، وأخرى وهو يجلس إلى كومبيوتره، داعياً إلى جلسة دردشة «أونلاين» معه «من القلب للقلب» حول «كلّ المواضيع»، وبـ«خفة دم» موصوفة، يختم الكاتب إعلانه المصور بـ«لاقونا»... ثم ينفجر البالون!