تنتقل المذيعة من الاستديوهات في دبي، إلى ساحة العباسيين وتتمشى في شوارع دمشق. وفي لمح البصر، تصل إلى ميدان التحرير لتقف مع المتظاهرين في مصر، وتنقل التطورات السياسيّة والأمنيّة لحظة بلحظة، ثم تعيش الرفاهيّة مع السلطان سليمان وحريمه. إنه انتقال افتراضي باستخدام تقنية Stargate العالميّة للمحاكاة البصريّة المتعدّدة الأبعاد Visual Backlot، وهي أحدث وسائل الإنتاج المتوافرة في الاستوديوهات العالميّة.
الشاشة الخضراء هنا لم تعد فقط لتأمين خلفيّة ثابتة، بل للانتقال إلى مكان الحدث بمجرد وجود كاميرا تأخذ صوراً متحركة. أمس، دشنت مجموعة mbc استديوهات «O3 للإنتاج الدرامي» في «مدينة دبي للاستديوهات». تعدّ هذه الاستديوهات الأكثر تطوّراً في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتقدّر مساحتها بـ 25 ألف قدم مربّع، من إجمالي مساحة كاملة تضم 3 استديوهات لـ«مدينة دبي للإعلام»، تصل مساحتها إلى نحو 65 ألف قدم، وهي تتيح التصوير بتقنيات عالية الجودة تحت المياه. وعلمت «الأخبار» أن الاستديوهات هي نسخة أضخم من مثيلات لها جهزت في ألمانيا فقط.
إذاً، تقوم المجموعة السعوديّة اليوم بنقلة نوعيّة عبر افتتاحها الاستديوهات الجديدة في دبي التي بدأ العمل على تنفيذها نهاية العام الماضي. وقد اختبر حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم بنفسه تلك التقنية، فوقف أمام شاشة رقميّة عملاقة، نقلته في رحلة افتراضية بين نيويورك وباريس وهونغ كونغ، وظهر كأنه يتجوّل فعلاً في تلك المدن، وعزّز المشهد بمؤثرات سمعيّة وبصريّة فائقة الجودة. وكان شاهداً أيضاً على مشاهد من أوّل الأعمال الدراميّة التي يصوّرها ممثلون في الاستديو أمام الشاشة الخضراء، وتظهرهم كأنهم يصوّرون مشهداً داخل قصر فخم بتفاصيله المعماريّة والفنيّة. وسيعرض العمل على mbc في العام المقبل، وهو من بين مجموعة أعمال تتجاوز حلقاتها الـ 100 تحضّر حاليّاً.
هكذا، احتفت دبي أمس بخطوة تجعلها مركزاً للإنتاج للإعلامي وتُسهم في توفير بيئة إعلاميّة بمواصفات عالمية، قادرة على استقطاب الكفاءات من مختلف التخصّصات المتّصلة بالعملية الإبداعيّة والإنتاجيّة، وعينها على منافسة هوليوود وبوليوود. والسؤال: ما مصير استديوهات mbc في لبنان، وتلك الموجودة في مصر؟ هل ستستمر في العمل كالمعتاد أو تجري المجموعة السعودية تعديلاً في مخططاتها؟ تدفع الأوضاع غير المستقرة في بيروت إلى هروب الإنتاجات الضخمة إلى دبي. كما تتعرض المجموعة لتضييق على عملها في أمّ الدنيا، تجعلها تفكّر في بديل. فهل تتّخذ mbc قراراً نهائيّاً، بترحيل برامج الهواة الأضخم «أراب أيدول» و«أرابز غوت تالنت» و«ذا فويس» إلى دبي، وتخسر بيروت برامج ضخمة توفّر العمل لمئات الفنيين والتقنيين اللبنانيين؟