كشفت مصادر سورية موثوقة لـ «الأخبار» عن مداهمة الأمن السوري منذ حوالي عشرة أيام لمستودع سلاح ضخم في حي «العمارة» الدمشقي. ولدى التدقيق، تبيّن أنه يعود إلى رجل شهير بعدائه للنظام ويلقّب بـ «ابن الدرة».
ولدى فشل السلطات في القبض عليه، قامت باعتقال أخته وأمه من أجل إرغامه على تسليم نفسه! لكنّ «ابن الدرة» فاجأ الجميع حين شنّ معركة ليلية لتحريرهما، استمرت ساعات في أحياء دمشق، واعتمد فيها على مجموعة كبيرة من العناصر التي خرجت مدججةً بالسلاح من مقبرة الدحداح. والحصيلة كانت القضاء على مجموعة من أفراد النظام المتواجدين على الحواجز، وسقوط عدد من المجموعة المسلحة. وكان «ابن الدرة» يقود العملية، ممسكاً بمكبّر صوت، صارخاً على طريقة الثوّار في مسلسل «باب الحارة» عند حصار مخفر «أبو جودت» في العمل.
طبعاً هناك مَن كان مستعداً كعادته لتكذيب القصة ونفي حقيقة أن تكون عناصر المعارضة المسلحة في سوريا متأثرة حقاً بمسلسلات «الفانتازيا الشامية» أم أنّ بعضها يطلق فعلاً على نفسه أسماء شخصيات المسلسل! لكن قبل يومين، بدت الصورة أكثر وضوحاً عندما انتشر مقطع فيديو لشباب في مقتبل العمر يقتحمون بأسلحتهم استديوهات تصوير مسلسل «باب الحارة» التي تقع في منطقة الجسر السابع، على طريق مطار دمشق الدولي، ضمن منتجع «القرية الشامية» العائدة ملكيته إلى رجل الأعمال والاقتصادي السوري محمد راتب الشلاح.
هؤلاء الشباب الذين بدا عليهم الشغف بمهنة التمثيل والتأثر البالغ بالمسلسل الافتراضي وشخصياته، دخلوا وهم يطلقون صرخات الفرح معلنين سيطرة «الجيش السوري الحرّ» على «باب الحارة»! ثم راحوا يصوّرون أنفسهم على خلفية أغنية المسلسل المعروفة (يلي بدو يتحدى هي الحارة مين قدا) وهم يقتحمون المكان ويصرخون: «وينك يا أبو النار طالع يا حريمة، ووينك يا أبو شهاب ووينك يا معتز. مو على أساس رجال. لم يبق رجال سوى رجال الغوطة الشرقية يلي ما تهاب المنية». ثم نفّذوا اقتحاماً للمخفر وحرّروا السجناء المفترضين مع التكبير والأمنيات بتحرير فرع المخابرات الجوية في المزة.
بعد ذلك، خرج أحدهم وهو يجرّ كيساً ليقول: «تم بعون الله الاستيلاء على بايكة أبو شهاب وسيتم تهريب الطحين الموجود فيها للرجال في الغوطة الشرقية».
ثم وقف اثنان على باب «الداية إم زكي» وصرخا باسمها قبل أن يتحاورا ويصلا إلى نتيجة مفادها أنّ وصيتها كانت دخول المنزل لإيصال الطحين إلى ثوار الغوطة الشرقية من خلال نفق قناة جر المياه التي تبدأ من بيتها وتنتهي في أراضي الغوطة.
وبالفعل، يدخلان ويطلب أحدهما من الآخر كشف الطريق حتى تبدأ العملية من دون أن تتوقف المجموعة عن إطلاق نداءات إلى رئيس فرع المخابرات الجوية جميل الحسن معتبرةً بأنّ هذا الفيديو بمثابة رسالة واضحة له وإلى الرئيس السوري بشار الأسد الذي توعّدته بالذبح في ساحة الحارة.
وينتهي المقطع بهتافات «الله الله يا مفرج المصايب، اضرب رصاص خلي رصاصك صايب»!