محبّو الغيتار والفلامنكو على موعد مساء الاثنين المقبل مع اسم لامع في مجال العزف على هذه الآلة: إنّه الاسباني باكو دي لوثيا الذي يحلّ على «مهرجانات بيبلوس»، حاملاً خبرته الطويلة في العزف على الغيتار، ومسيرة انطلقت قبل أكثر من 50 عاماً، وسيرافقه موسيقيون ومغنون وراقصون على المسرح. على غرار معظم العازفين الماهرين، بدأت حياة دي لوثيا المهنية باكراً. تعلّم صغيراً الفلامنكو قبل أن يبدأ بممارسة هذا النمط الموسيقي الاسباني. وفي الـ14 من العمر، انضمّ الى فرقة الرقص والغناء الفلامنكو الشهيرة التي يديرها خوسيه غريكو، فجال العالم معها وعزف الى جانب كبار الفلامنكو.
لاحقاً، شكّل مع المغني إيل كامارون دي لا إيسلا ثنائياً مهماً بات علامة بارزة في تاريخ الفلامنكو بين 1977 و1968.
Fantasía flamenca هو عنوان الألبوم المنفرد الثاني الذي أصدره دي لوثيا عام 1969. لكنه يعتبر أول عمل بارز له جعله يثبت قدميه في عالم الفلامنكو. كان ألبوم Fuente Y Caudal عام 1973 من المحطات المهمة في مسيرة الفنان، مكّنه من إظهار أسلوبه الخاص، معتمداً على الفلامنكو التقليدي، والعزف الكلاسيكي. ولا شك في أن Entre Dos Aguas تشكّل أبرز مقطوعات هذا الألبوم وتعكس أسلوب دي لوثيا، إذ نسمع فيها آلتي غيتار مع البايس والإيقاعات. العازف الاسباني كان من اوائل من أدخلوا آلات كالساكسوفون والـ«كاخون» (آلة إيقاعية من البيرو)، الى موسيقى الفلامنكو. والمعروف عن دي لوثيا أيضاً إضافته عناصر تقنية جديدة الى ما كان موجوداً قبله في هذا المجال. لكن تركيزه على التقنية والعزف الماهر لم يقضيا على الاحساس الموسيقي في أدائه. استعاد دي لوثيا كذلك مقطوعات عدة لاكثر المؤلفين الموسيقيين الاسبانيين تأثيراً في القرن العشرين مانويل دي فايا. وجمع في أعماله بين اسلوب الفلامنكو والجاز. منذ نحو 50 عاماً، وعازف الغيتار يسعى الى البحث عن التجديد في الموسيقى، من الناحية التقنية أو من ناحية الاحساس. في كل من ألبوماته التي قدّمها سابقاً، حاول تطوير أسلوبه حتى اعتُبر من كبار المجددين في موسيقى الفلامنكو، بعدما كان واجه في بداياته انتقادات من الميّالين الى الحفاظ على التقاليد الموسيقية والصفائيين.
الروح الجديدة التي أدخلها على الفلامنكو تجلّت في تعاونه مع كبار عازفي الغيتار الجاز العالميين أمثال لاري كورييل، وجون ماكلافلين ودي ميولا، وقد شكّل مع الاخيرين ثلاثياً ناجحاً على المستوى التجاري في ما يتعلق بمبيعات أسطوانات موسيقى آلية. شهرة دي لوثيا واعتباره من أكثر العازفين براعة في العالم يشكلان حافزاً قوياً لمتذوقي الموسيقى للذهاب الى «بيبلوس» والاصغاء إلى عزف حي من قبل من سُمي بأسطورة الغيتار الحيّة، علماً أنه حاز جائزة Prince of Asturias الاسبانية العريقة عام 2004.



باكو دي لوثيا: 21:30 مساء الاثنين 22 تموز (يوليو) ــ «مهرجانات بيبلوس» ـ