ضمن الاحتفال بـ«يوم الباستيل» في 14 تموز (يوليو)، أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن إطلاق طابع بريدي جديد (الصورة) يصوّر ماريان أيقونة الثورة الفرنسية ورمز الجمهورية ليؤكد «تعهده بدعم الشباب والأجيال الجديدة». لكن صورة الطابع أثارت غضب جزء كبير من الشارع الفرنسي، وخصوصاً اليمين، بعد إعلان أحد مصمميه أوليفر سيابا في تغريدة أنّ ملهمته كانت زعيمة حركة «فيمن» النسوية الأوكرانية إينا شيفتشينكو (23 عاماً) التي يحمل الطابع ملامح وجهها. وأكد الشاب أنّ التصميم «عالمي وغير مرتبط بزمان أو مكان»، ويجمع بين «عناصر تجمع بين عصر النهضة، والشرائط المصورة الفرنسية، والمانغا اليابانية، وتقنية التحريك الأميركي في الخمسينيات». أوّل المعترضين على الخطوة كانت كريستين بوتان الوزيرة السابقة إبان حكم الرئيس السابق نيكولا ساركوزي ومؤسسة «الحزب الديمقراطي المسيحي» (على يمين المحافظين الفرنسيين). وكتبت بوتان على تويتر قائلة إنّ الخطوة «ضربة لكرامة المرأة وسيادة فرنسا»، مشددة على أنّه «يجب سحب الطابع بسرعة»، فيما دعا حزبها إلى «مقاطعة هذا الطابع المشين». الاستنكارات عمّت الشارع الفرنسي أيضاً، ووصلت إلى صفحتي سيابا على تويتر وفايسبوك، إذ انهالت عليه الانتقادات من كل حدب وصوب، خصوصاً من قبل معارضي زواج المثليين الذي يعتبر سيابا من أشرس المدافعين عنه من جهة، ومعارضي الطريقة التي تستخدمها «فيمن» للتعبير عن آرائها. وفي تعليقها على الخطوة التي أتت بعد أسبوع على منحها اللجوء السياسي في فرنسا، أعربت شيفتشينكو عن سعادتها بهذا «الشرف»، مضيفة أنّه «كانت مفاجأة حقيقية، لم أكن أتوقع شيئاً مماثلاً. إنّها طريقة رائعة يدخل بها المرء التاريخ». وأوضحت زعيمة المنظمة العالمية التي تتخذ من التعري وسيلة للتعبير، أنّ أطرف ما في الموضوع أنّه اليوم بات على كل «شخص يعاني من رهاب المثلية، أو كان فاشياً أو متطرّفاً في فرنسا أن يلعق ظهر «فيمن» حين يريد إرسال رسالة بريدية». وعما إذا كانت هذه المسألة ستؤثر في نشاط «فيمن» في فرنسا، نفت شيفتشينكو ذلك، مشددة على أنّه رغم أنّ «باريس استقبلت الحركة بترحاب، إلا أنّه ما زال فيها الكثير من معادي حقوق المرأة وحريّتها».
ويأتي الإعلان عن الطابع الجديد الذي طُرح في الأسواق الثلاثاء الماضي ضمن تقليد سائد منذ عام 1944، إذ يطلق كل رئيس جديد رسمة حديثة وعصرية تجسّد ماريان. وشيفتشينكو هي أوّل امرأة غير فرنسية تُختار لهذه المناسبة، بعدما سبقتها شهيرات مثل بريجيت باردو، وميراي ماتيو، وكاترين دونوف...