بعد غياب «مهرجان إهدنيات الدولي» العام الماضي نتيجة تأزم الوضع الأمني في شمال لبنان، صدر أخيراً عن اللجنة المنظمة برئاسة ريما سليمان فرنجية بيان أكد انطلاق الدورة الجديدة في 3 آب (أغسطس) المقبل، على أن يستمر حتى 24 منه. تضمّن البيان أيضاً وعداً بأن يكون صيف إهدن 2013 «تجربة مميزة». هكذا، يستقبل مسرح المهرجان عدداً من ألمع الفنانين اللبنانيين والعرب والأجانب، إضافة إلى عروض مسرحية لبنانية وعالمية.
وكانت عقيلة رئيس «تيّار المردة» قد زارت وزير السياحة اللبناني فادي عبود أخيراً، معلنة عن برنامج الحدث السنوي الذي يقام بالتعاون مع «اتحاد بلديات قضاء زغرتا الزاوية» من مبنى الوزارة. تمنت فرنجية أن يكتمل فصل الصيف بـ«هدوء واستقرار ويبقى شمال لبنان عنوان الوحدة الوطنية والتعايش»، مؤكدةً أنّه «مهما كانت طوائفنا أو مناطقتنا أو أفكارنا، نحن كلبنانيين فخورون بانتمائنا إلى حلم اسمه لبنان. ومن واجبنا إعطاء الأهمية للعناصر التي تجمعنا لنسهم في خلق السلام والخير والفرح». وختمت فرنجية بدعوة بسيطة قائلةً: «عَ إهدن شرفونا».
رغم تعاون «سيّدة زغرتا الأولى» (على حد قول أبناء المنطقة) مع لجنة متكاملة للتحضير لـ«إهدنيات»، إلا أنّها تتدخّل في كل شاردة وواردة، وخصوصاً أنّ المهرجان يُعتبر فرصة مثالية لتفعيل المرافق السياحية وغيرها في المنطقة التي تستعد اليوم لاستقبال ضيوفها، سواء روّاد المهرجان أو هواة الاستجمام في ربوع المنطقة الجبلية الخلابة. إلى جانب الأهداف الإنسانية والاجتماعية التي توضع للمهرجان، يرمي «إهدنيات» أيضاً إلى تفعيل الحركة السياحية في محافظة الشمال. يضع المهرجان الذي تفوق ميزانيّته مليون دولار أميركي على رأس أولوياته الاهتمام بالأطفال المصابين بالتوحّد والسرطان، إذ تعود أرباحه إلى Kids First الجمعية المعنيّة بمعالجة الأطفال المصابين بالسرطان، وNorth Autism Center (مركز الشمال للتوحد). وهما مركزان خيريان أسّستهما ريما فرنجية رئيسة جمعية «الميدان» المعنية بالشؤون الاجتماعية في منطقة زغرتا ومحيطها. على خط موازٍ، عادة ما يتمتع هذا النشاط الثقافي والفني بآثار إيجابية مباشرة مثل تشغيل اليد العاملة في الشمال، وتوسيع نطاق الترويج السياحي للمنطقة، وخصوصاً بعد إدراج المهرجان على لائحة المهرجانات الدولية إثر دورته الأخيرة عام 2011، فيما حظي بدعم «وزارة السياحة اللبنانية». وعليه، لا يقتصر المهرجان على الأمسيات الساهرة التي تسعى اللجنة الى اختيارها على قاعدة التنوّع الشامل ضمن خطة لجذب أفضل الخيارات الفنية وفق المعايير الموضوعة في دفتر شروط وزارة السياحة اللبنانية، بل يضم أيضاً مهرجاناً صباحياً موازياً، ينضوي ضمن حملة خاصة تحمل شعار «ع إهدن شرفونا». في هذا النشاط الصباحي، توجَّه الدعوة إلى الجميع للتعرّف أكثر إلى إهدن المعروفة بـ«عروس مصايف الشمال»، والاستمتاع بالسياحة الدينية والبيئية.
بالانتقال إلى برنامج المهرجان المسائي، تجمع دورة «إهدنيات» لهذا الصيف أسماء لامعة في مجال الغناء والرقص العربي والأجنبي، وبعضهم كان من المقرر أن يحيي ليالي المهرجان العام المنصرم. يوم السبت 3 آب (أغسطس) ينطلق الحدث الشمالي في ليلة افتتاحية تضجّ بالموسيقى والرقص تحت عنوان «تراث وحنين». استعراض فولكلوري لبناني ضخم لـ«فرقة فهد العبد الله» يضم أكثر من مئة راقص وراقصة. وفي التاسع من الشهر نفسه، يستقبل «إهدنيات» السوبرانو الفرنسية إيما شابلن صاحبة الفيوجن الموسيقي الخاص بين الغناء الأوبرالي وموسيقى الروك والترانس، تتبعها في 10 آب أمسية من اليونان مع النجم العالمي ديميس روسوس. أما في 16 آب، فالموعد سيكون مع فرقة «باليه موسكو الملكية» التي ستقدّم رؤيتها الخاصة لباليه «بحيرة البجع»، تليها ليلة غنائية مختلفة مع الفنانة اللبنانية حنين وفرقة Son Cubano الكوبية، قبل أن يحين موعد الختام المميّز في 24 آب ضمن ليلة حب ساحرة مع المحطة الثانية لـ«قيصر الغناء العربي» كاظم الساهر ضمن المهرجانات اللبنانية بعد «بيت الدين» في بداية الشهر الجاري. أما الأسبوع الأخير من شهر آب، فيخصص للأطفال، إذ سيقدّم لهم المهرجان مجموعة كبيرة من الأعمال المسرحية والأنشطة الترفيهية.

«إهدنيات الدولي 2013»: من 3 حتى 24 آب (أغسطس) ـــ إهدن (شمال لبنان) ـــ للاستعلام: 76/908020
http://www.ehdeniyat.org/





للأطفال حصّة أيضاً

كما جرت العادة، سيتضمّن «إهدنيّات» أسبوعاً خاصاً بأنشطة مجانيّة تقام للأطفال، فيما تنشط فعاليات المنطقة الرسمية وجمعيات المجتمع المدني في تأهيل إهدن ومحيطها لاستقبال أكبر عدد ممكن من الزوّار. وعلى خلاف السنوات الماضية، لن يغيب الفنانون الضيوف كديميس روسوس وإيما شابلن وحنين عن إهدن أثناء زيارتهم للمنطقة لأنّهم سيقيمون في أحد فنادقها الفخمة وسيلبّون دعوات نهارية للتجوّل في المنطقة والتعرّف إلى ميّزاتها الجغرافية وعلى أهلها وعاداتهم.