قبيل الاحتفال بـ «يوم المرأة العالمي» اليوم، أطلق «برنامج أوكسفام الإقليمي للعدالة الجندرية» أمس أغنية «امرأة حرّة» (4:28 د.) على صفحة Oxfam in the Middle East (أوكسفام في الشرق الأوسط) على فايسبوك. إنّها أغنية راب تسلط الضوء على دور النساء القيادي والريادي خلال النزاعات والحروب، وتسعى إلى المساهمة في تعزيز العدالة والمساواة بين الجنسين.
خمسة فنانين/ ات من دول عربية مختلفة أتوا إلى لبنان وتعرّفوا إلى بعضهم بعضاً، وهم: ميرا إرشيد (الأردن)، ومحمد الزعبي (كرست ــ الأردن)، وأماني يحيى (اليمن)، وكريم عادل عيسى (مصر)، وميام محمود (مصر). تؤكد منسقة الحملات في «برنامج أوكسفام الإقليمي للعدالة الجندرية» عليا عواضة في اتصال مع «الأخبار» الحرص منذ البداية على العمل مع فنانين/ ات «سبق أن تناولوا حقوق الإنسان والمرأة في أعمالهم». وتضيف: «جميع من تعاملنا معهم متطوّعون. أردنا دعوة آخرين من دول أخرى مثل سوريا، لكن صعوبات إدارية في ما يخص بسمات الدخول حالت دون ذلك».
زار الفنانون/ ات مخيّم اللاجئين في سعدنايل (البقاع). هناك، التقوا ثماني لاجئات من سوريا والعراق وفلسطين، واستمعوا إلى مشاكلهن وهواجسهن وآرائهن في قضايا عدّة، واطلعوا على ظروف عيشهن وكيفية صمودهن، وخصوصاً أنّ المرأة عادةً هي الحلقة الأضعف في بلدان اللجوء أو النزاعات.
بعد تمضية أربع ساعات تقريباً مع اللاجئات، عادت مجموعة الفنانين/ ات إلى بيروت، وبدأت العمل على كتابة الأغنية وتسجيلها. استغرق إنجاز العمل خمسة أيّام، ثم استكمله الفنان اللبناني مازن السيّد (الراس) من الناحية التقنية.
تحمل الأغنية أفكاراً مباشرة وعميقة عن واقع المرأة في المجتمعات العربية بما فيه العنف والتحرّش والاضطهاد: «عطيني شي منطق بيحكي إنّو المرأة آلة. المبدأ الذكوري مش قادر يتقبّل غير إنّو صوته جهوري. يمكن حلمِك حدّدوه بس قوّتِك ما بتنحد. لمّا تبلشي تفكري بحالك، طريقك ما بتنسد». في مقطع آخر من الأغنية، نسمع كرست يقول: «المرأة مش عورة شو بتعملي حرّة... هي ثورة هي حوّا هي ربّة الأسرة والفكرة إنّو المرأة مش ملكية خاصة»، ثم تضيف أماني: «بس إنت أكيد إنت ناسي إنو المرأة شي أساسي مستحيل نستغنى عنّو مهما طال ظلمك القاسي. المرأة ملك نفسها مش ملك شخص تاني. العنف اللي هي فيه قامت صنعت منو ثورة...». ومن بين ما يغنيه كريم: «نساؤنا سبايا من أيّام الجاهلية. نوئد البنات اليوم بطرق معنوية. نحرّف الكلام لأحكام غير شرعية».
هذا الكليب المعبّر والضروري للإضاءة على معاناة النساء عموماً، واللاجئات والمناضلات في بلاد الحروب خصوصاً، جزء من صورة ستتبلور خلال الأيّام القليلة المقبلة، أُنجزت بالتعاون مع AJ+. توضح عليا عواضة أنّ صفحة Oxfam in the Middle East الفايسبوكية ستنشر أربعة فيديوات (إثنان بالعربية وإثنان بالإنكليزية)، وقصتين مكتوبتين (واحدة بالعربية والأخرى بالإنكليزية)، إضافة إلى ثلاثة رسوم مشغولة على طريقة الإنفوغرافكس حول الموضوع، علماً بأنّ الفيديو الذي سيبصر النور اليوم سيتضمّن قصص نساء مبادرات من داخل «مخيّم الزعتري» الأردني.