القاهرة ــ الأخبارجثّة «العندليب الأسمر» لم تتحلّل بعد! خبر عاد إلى الساحة الإعلامية ـــ وخصوصاً الإلكترونية ـــ في الآونة الأخيرة، مستحوذاً على اهتمام كثيرين. بعد أيّام على وفاة الفنان المصري صلاح قابيل (1931 ـ 1992)، انطلقت شائعة، كانت الأولى من نوعها في ذلك الحين، تؤكد أنّه لم يمت بل كان في غيبوبة استفاق منها في ظلمات القبر، ثم بدأ يدق على الجدران حتى ينقذه أحدهم. الخبر غير المنطقي وجد من يصدّقه لسببين، أوّلهما اقتناع بعض المصريين بأنّ هناك فعلاً من يدفنون وهم أحياء، والثاني هو شعبية قابيل بين المصريين، حتى أن تمنّى بعضهم تصديق الشائعة كي يكون محبوبهم حيّاً. لهذا، كلما تكررت شائعات مماثلة، فإنّها ترتبط عادةً بفنانين لهم مكانة كبيرة في قلوب الجماهير. ومن وحي العقول التي ما زالت قادرة على استيعاب هذه الخرافات في القرن الـ 21، عادت شائعة عدم تحلل جثة عبد الحليم حافظ (1929 ــ 1979) إلى الواجهة. تناقلت مواقع خبرية عدة الخبر، معوّلة على أنّه سيلقى صدى كبيراً علّها (ربّما) تزيد من عدد زائريها. الشائعة تقول إنّه فُتح قبر «العندليب» في منطقة البساتين في القاهرة لإنقاذه من تسرّب المياه الجوفية، ليفاجأ الحاضرون بالجثة كما هي ولم تحلل رغم مرور حوالى 30 عاماً على رحيله. الشائعة نفسها سبق أن انتشرت عام 2009 منسوبة إلى تقرير لمجلة «روز اليوسف» التي نفت إدارتها يومها الموضوع. اليوم، عادت الشائعة للانتشار عبر مواقع إلكترونية متعددة، قبل أن يتولّى بعض روّاد تويتر مهمّة تكذيب الخبر، مستعينين بنفي المجلة المصرية قبل أربعة أعوام، فيما وجد آخرون الخبر الكاذب تأكيداً على أنّ ما قدمه عبد الحليم «ليس حراماً» كما يؤكد بعض الشيوخ المتشددين، و«إلا فما حمى الله جثمانه من التحلل»! أما ابن شقيقه محمد شبانة، فنفى لـ«الأخبار» كل هذا الكلام جملة وتفصيلاً، كما نفى التصريحات المنسوبة إليه حول تأكيد الواقعة، مشيراً إلى أنّ «مكانة عبد الحليم الأكبر هي في وجدان محبيه».