لا يمكن القول إنّ الدراما اللبنانيّة نجحت في الاختبار هذا الموسم. إذا وضعنا جانباً «لعبة الموت»، و«جذور» اللذين يجمعان نجوماً من لبنان ومصر وسوريا، فإنّ ما أنتج لم يحقّق نسبة المشاهدة المرجوّة وهو يتمثل في ثلاثة أعمال: «قيامة البنادق» للمخرج عمّار رضوان، و«العائدة» للمخرجة كارولين ميلان، و«العشق المجنون» للمخرج زهير قنّوع. ليس السبب هذه المرّة، هو تدني مستوى هذه الأعمال، بل سوء توقيتها. في موعد عرض «العائدة»، استحوذ «لعبة الموت» على نسبة المشاهدة الأكبر محلياً، علماً أنّه يمر مرور الكرام في مصر لمصلحة «آسيا»، و«اسم مؤقت» و«العرّاف».
إذاً، استطاع «لعبة الموت» أن يظلّ في الصدارة، وتتباهى به lbci كأقوى عمل على شاشتها في رمضان، بينما خسرت «الجديد» رهانها على «العائدة2» (انتاج «أون لاين بروداكشن»). بطلة العمل ميسم عبّود (كارمن لبّس) فتحت مزيداً من الجبهات في حلقات أكثر تشويقاً، وزادت وتيرة الأحداث حين وصل العمل إلى منتصفه مع مجموعة جيّدة من الممثلين أمثال فادي ابراهيم، وعصام الأشقر، وطوني عيسى، ورنده كعدي، وجنيد زين الدين... ورغم الحبكة القوية والإخراج الجيد، إلا أنّ الجزء الثاني لم يستطع المنافسة، علماً بأن المواصفات الإنتاجيّة أفضل من تلك التي توافرت للجزء الأوّل، كما أن القصة أكثر تشعّباً وجرى الاستغناء عن بعض الوجوه التي لم تجد استحساناً جماهيريّاً، بأخرى أكثر احترافاً، لكنّ الكاتب شكري أنيس فاخوري راض عن مضمون هذا الجزء أكثر، كما حصلت المخرجة كارولين ميلان على الوقت الكافي لتنفيذه على عكس السابق. أيضاً، أعرب المنتج زياد شويري لـ «الأخبار» عن رضاه «بتحقيق عمله المرتبة الثانية في عز المنافسة»، مؤمناً أنّه كان سيحقق الموقع الأول لو عرض في توقيت آخر. الأكيد أنّ العمل سيأخذ حصته من النجاح الذي يستحق في الخريف بعيداً عن مجزرة رمضان، إذ سيعرض على أكثر من قناة منها lbci و «المستقبل»، ومرشّح للعرض على mbc.
الأمر نفسه ينسحب على «العشق المجنون» الذي عرضته «المستقبل». علمت الشركة المنتجة «مروى غروب»، بأن أي عمل سواء أكان محليّاً أم عربيّاً، لن يحقّق نسبة المشاهدة المطلوبة في شهر الصوم. لذا تعاقدت مع mtv على تقديمه في عرض ثان بعد رمضان. وكان المنتج مروان حدّاد قد لفت إلى أن حلقات العمل لن تبقى ثلاثين عند الإعادة، بينما أكد المخرج زهير قنّوع لـ «الأخبار» أنه يدرس إمكان اختصار عدد الحلقات. ويتنافس هذا العمل مع «جذور» للكاتبة كلوديا مرشليان والمخرج فيليب أسمر، الذي استكملت lbci عرضه في رمضان، وبالتالي كل من كان يشاهده، أكمل متابعته، على حساب «العشق المجنون».
والأمر مشابه لـ «قيامة البنادق»، غير أن عرضه على «المنار»، يجعله ذا خصوصيّة، لأن متابعيه محصورون بجمهور القناة، وغالباً ما يكون هؤلاء أوفياء لمحطتهم. ونظراً لأنه ينفّذ بشروط «مناريّة»، فإنه مهما تفوّق بجودة النص والتنفيذ والتمثيل، لن يحقّق الموقع الأوّل في المشاهدة. لعل الدراما اللبنانية ليست قادرة على المنافسة عربيّاً، ويمكن وصفها بأنّها صنعت لتعرض وتنجح خارج الموسم.