كأنّ القدر اختار مسلسل «الولادة من الخاصرة 3 ـ منبر الموتى» كي يصبّ جام غضبه عليه. بعد تعثّره مراراً أثناء التصوير كان آخرها خلاف حاد بين مخرجه سيف الدين السبيعي وكاتبه سامر رضوان حول اختيار إحدى الممثلات، تعرّض العمل منذ بدء عرضه لحملة تخوين وشتائم، ثم لاحقت صنّاعه دعوات للاعتقال وسحب الجنسية السورية منهم.
كل ذلك ليس سوى نقطة في بحر الحادث الموجع الذي تعرضت له قبل أيام نجمته الشابة رشا إبراهيم عند مشارف مدينتها حمص أثناء سفرها برفقة شقيقها وصهرها من دمشق إلى مدينة خالد ابن الوليد للاطمئنان إلى شقيق ثان لها كان قد أصيب بطلق ناري ونقل إلى مستشفيات حمص. وإذا برصاص القناصة ينتظرهم عند مدينة حسياء الصناعية، فيخترق جسد شقيقها قبل أن يفقد صهرها السيطرة على السيارة التي انقلبت قلبات عدة ثم تحطمت بشكل كامل. هنا، سارع عناصر الجيش السوري المتواجدون على حاجز قريب من مكان الحادث إلى إنقاذ المصابين وإيصالهم إلى سيارة «الهلال الأحمر» التي نقلتهم إلى «المشفى الأهلي» في حمص.
مصدر طبي من «المشفى الأهلي» صرّح لـ«الأخبار» عن تعرّض الممثلة الشابة لإصابات وجروح بالغة في وجهها وحروق من الدرجة الأولى في رجليها. وقد خضعت لرقابة مشددة لساعات عدة قبل أن يستقر وضعها. ويضيف المصدر أنّه رغم الإصابات الكبيرة وخطورتها، إلا أنّ احتمال الشفاء الكامل كبير جداً. ورغم وضعها الصحي المتردي وتأثرها بالمخدر، إلا أنّ الممثلة الشابة أصرّت على إجراء اتصال مع «الأخبار» اختصرت فيه الكلام بجمل قصيرة قالت فيها: «الحمد لله على كل شيء. أنا بخير وسأكون على ما يرام، لكن إياكم والمغامرة بالسفر إلى حمص». في هذا الوقت، كانت الممثلة السورية تولين البكري قد طلبت من رفاقها الافتراضيين التفرغ للدعاء لزميلتها، فكتبت على صفحتها الشخصية على الفايسبوك تعليقاً جاء فيه: «اتصلت بأهل رشا إبراهيم، وكان لديهم رجاء بأن تدعوا لها كي تعود لنا سالمة مع شقيقها. كما أود شكر الله لأنها نفذت من الموت بأعجوبة. ورغم أنّني لا أعرفها إلا من خلال الشاشة، إلا أنني بكيت بحرقة عندما سمعت الخبر لأنّنا سوريون ودماؤنا واحدة وننتظر اللطف من السماء». تعليق البكري تحوّل إلى حملة دعاء افتراضية قادتها المصورة الفوتوغرافية نورس سريو وشارك فيها عدد من نجوم الدراما السورية على رأسهم الممثلة سوسن ميخائيل التي سبق أن تعرّضت منذ سنوات طويلة لحادث سير نجت منه بأعجوبة وخضعت لعلاج طويل قبل أن تعود للوقوف أمام الكاميرا.
رشا إبراهيم التي قدمت أدواراً صغيرة مع المخرج نجدت أنزور وبعض الأعمال الشامية ومسلسل «رفة عين» اشتهرت من خلال دور الطالبة الجامعية التي تقع في براثن عصابات مافيوية تابعة للسلطة في «الولادة من الخاصرة 2 ــ ساعات الجمر». وهي لن تتمكّن اليوم من الاحتفال بما حقّقته من نجاح في الموسم الأخير بعدما تطوّر دورها في «منبر الموتى»، وتحوّلت إلى نجمة تتهافت عليها الشاشات الفضائية. ولن تستطيع الوقوف إلى جانب صديقها الكاتب سامر رضوان في محنته بعدما ألقت السلطات السورية القبض عليه قبل أيام في دمشق، إذ بذلت إبراهيم جهوداً كبيرة لينال كاتب «لعنة الطين» حريته عندما اعتقل في المرة الأولى عند الحدود السورية اللبنانية (الأخبار 28/6/2013 ــ 19/6/2013). وحالما شاع خبر اعتقال رضوان، راح الممثل المغمور محمد عمر يصرّح لبعض المواقع الإلكترونية بأنّ سبب الاعتقال هو الدعوى التي رفعها ضده نتيجة خلاف شخصي معه، وأنّ الجهة التي اعتقلته هي فرع الأمن الجنائي وقد أودع سجن عدرا المركزي ليخضع للمحاكمة بعيداً عن أي تهمة سياسية تتعلق بنصّ مسلسله أو أي شيء آخر.