القاهرة | خلال الموسم الرمضاني الأخير، تغيّرت القاعدة التاريخية في مصر، فلم يعد نجاح المسلسلات رهناً بنجومها. ها هم ممثلو الصف الثاني الذين حملوا طويلاً صفة «السنّيدة» يفوقون بتأثيرهم كل التوقعات. حتى أنّ الإعجاب ببعضهم وصل إلى حد وضع صورة الممثل مكان صورة المستخدِم الشخصية (المُعجَب) على الفايسبوك وتويتر، رغم أن المُعجب قد لا يعرف اسم الممثل من الأساس. وفي الوقت الحالي، ينتظر أولئك الممثلون عروضاً عدّة في الموسم المقبل كما جرت العادة كلما نجحت وجوه مختلفة في لفت أنظار الجمهور. لكنّ القلق يعتري محبّيهم، فهم يخشون أن يفسد المنتجون هؤلاء الممثلين عبر عرض بطولات مطلقة قد لا تحقّق لهم نجاح الدور الثاني وبريقه، وإن كان معظم الممثلين وعوا الدرس نتيجة الخبرة والصبر، وقرّروا أن يواصلوا تقديم الأدوار الجيدة أيّاً كانت مساحتها. بيومي فؤاد الذي بدأ العمل على خشبة المسرح المستقل قبل أكثر من عشر سنوات، يعدّ الأكثر إفادة من السباق الرمضاني هذا العام بسبب تعدّد الأدوار التي قدّمها، وجعلت قدراته التمثيلية محل اعتراف الجميع.
برع فؤاد في شخصية الداعية «تاجر الدين» في مسلسل «موجة حارة» (إخراج محمد ياسين)، وكذلك في دور الأب المكلوم الذي فقد ابنته في مسلسل «اسم مؤقت» (إخراج أحمد نادر جلال). أثبت بيومي أنّ ما حققه خلال السنوات الثلاث الأخيرة لم يأت من فراغ. أداء بيومي الدرامي الرفيع تناقض مع أدائه الكوميدي لشخصية طبيب القرية في مسلسل «الكبير قوي» والمخترع الذي تحوّل إلى «نصّ إنسان ونصّ حمار» في مسلسل «الرجل العناب».
أما الممثل المخضرم سيد رجب، فلم يهتم بالانتشار كما فعل في رمضان السابق. هذه المرة، ركّز جهده على شخصية «حمادة غزلان» في مسلسل «موجة حارة»، وهو أوّل قوّاد يحبّه الجمهور ويحتقره في آن واحد. المسلسل نفسه قدّم للجمهور ممثلين شباناً مميزين كرمزي لينر ورحمة حسن. وتألقت الأخيرة أيضاً في مسلسل «الداعية»، لكن المغني والممثل أحمد فهمي كان الرابح الأول هذا العام من خلال شخصية الداعية «حسن» (في مسلسل «الداعية») الذي وافق على أن يخون هاني سلامة الذي يؤدي دور زوج شقيقته كي يحقّق النجومية مثله في مجال الدعوة أيّاً كانت التنازلات. فهمي أحد أفراد فرقة «واما» الموسيقية، قدّم العديد من الأفلام والمسلسلات قبلاً، لكنه نجح تحت إدارة المخرج محمد جمال العدل في تقديم نفسه ممثلاً محترفاً للمرة الأولى عبر «الداعية».
مسلسل «بدون ذكر أسماء» لوحيد حامد ارتكز نجاحه على ممثلين من الصف الثاني. مثلاًَ، أعاد شيرين رضا إلى الأضواء بأداء مميّز لشخصية الصحافية الفاسدة التي تتاجر في الحقيقة من أجل الربح المادي. كذلك، أطلّت روبي في العمل بوجه مغاير، إذ قدّمت شخصية فتاة الشارع التي تحوّلت إلى راقصة ثم سيدة مجتمع. كما حصدت الممثلة سهر الصايغ الإعجاب بفضل شخصية «تغريد» في المسلسل نفسه. ونجح وليد فواز في شخصية «الشيخ معتمد»، هو الذي كان يعمل في إصلاح مكيّفات الهواء ثم تحوّل إلى داعية ورجل أعمال. أما في مسلسل «فرح ليلى»، فقدّمت نادية خيري شخصية شقيقة ليلى علوي التي تتورّط في علاقة حبّ فاشلة. أضاف هذا الدور الكثير إلى مشوار خيري القصير بعد مسلسلي «الجامعة» و«سرّ علنيّ». وشهد «فرح ليلى» أداءً رفيعاً من المخضرم أحمد كمال، وكتب شهادة ميلاد الممثل فراس سعيد بطلاً للمرة الأولى أمام ليلى علوي.