يومي الثلاثاء والخميس المقبلين، سيشهد جمهور «مترو المدينة» ولادة «فرقة الراحل الكبير». فرقة موسيقية جديدة واعدة بالكثير. الفنان خالد صبيح الذي عرفناه سابقاً في فرقة «ربيع بيروت»، أسّس هذه الفرقة الجديدة التي بدأت تمارينها مع بداية العام 2013.
تضم الفرقة آلات العود (عماد حشيشو)، والبزق (عبد قبيسي)، والايقاع (علي الحوت)، والبيانو (خالد صبيح) في أداء يراوح بين الطربي التقليدي والتعبيري الحديث. ويشكل العازفون الاربعة أيضاً الفريق الغنائي في الفرقة ضمن أداء يتنقل بين نمط البطانة الشرقية، وطريقة الكورال، الى جانب ساندي شمعون التي تؤدي منفردة ومع المجموعة، بالإضافة إلى مشاركة نعيم الأسمر غناءً وعزفاً على العود. أما القطع الموسيقية والغنائية الخاصة والمستعادة التي سوف تقدم خلال الحفلة، فهي من تأليف أو إعادة توزيع خالد صبيح. عملت الفرقة خلال التمارين مجتمعة على تطوير الأفكار توزيعاً وتنفيذاً في ما يشبه ورشة عمل موسيقية. تمزج الفرقة في طرحها ببراعة بين العمل الموسيقي المتقن والأسلوب التهكمي. يبدو ذلك واضحاً في الاسم الذي اختارته الفرقة لذاتها، وفي التعريف الذي اعتمدته: «فرقة موسيقية غنائية لا تبغي الطرب، وتُعنى أيضاً بجرف التراث».
قد يكون بعضكم سبق أن تعرّف إلى الفرقة عبر أغنية «دونت ميكس». أغنية تهكمية ارتجلها أعضاء الفرقة عقب خطاب الرئيس المصري السابق محمد مرسي في ألمانيا، وتنتقد بشكل رئيسي «الميكس» بين الدين والسياسة. يومها، تم تصوير الأغنية بعفوية خلال أحد التمرينات وتحميلها على موقع يوتيوب ليفوق عدد مشاهدي الفيديو الـ 31 ألف مشاهد حتى اليوم.
بالطبع، سوف تؤدي الفرقة الأغنية خلال حفلاتها الأولى، كما ستقدم تسع أغنيات أخرى، ومقطوعتين موسيقيتين هما «الانشقاق» و«نحاس عتيق للبيع»، وأغنية من كلمات هيثم شمص: «الكبير كبير فوق الكل، الكبير كان قاعد عالكل، الكبير كان كاتم على نفس الكل. الكبير رحل، واحنا ليلتنا ح تبقى فلّ».
سوف تستقبل الفرقة الجمهور. فعلاً، رحل الكبير، والفرقة سوف تتحلّق تحت صورته على المسرح لتتقبل التعازي عزفاً وغناءً. ليس ذلك الكبير سوى «التشبثّ العقيم بالتراث»، فالفرقة اختارت أن تستعيد عدداً من الأغنيات من التراث والفولكلور المصري، لتؤديها بتوزيع جديد مثل: «الدنيا بدا لحظة» (تراث المداحين في مصر) و«قرقشنجي». فيما تستعيد أغنيات مثل «سايس حصانك» للشيخ إمام، و«حتجنّ ياريت» لسيد درويش، وموشح «لما بدا يتثنى» الذي أصبح يحمل عنوان «مليك إخت الجمال»، بالإضافة إلى أغنيات جديدة مثل «دين الجدعنة» (شعر مصطفى ابراهيم)، «أيقظ الحب فؤادي» (شعر قديم)، و«ممنوع من التجوال» (عن قصيدة لبابلو نيرودا ـــ ترجمة سمير عبد الباقي). شهدنا أخيراً محاولات عديدة خاضتها فرق جديدة لتحديث الأغنية الشرقية العربية. لكنّ أغلبيتها لجأت إلى مزج الموسيقى الشرقية مع موسيقى وإيقاعات الروك والجاز وغيرهما من الموسيقى الغربية. ورغم أن بعض تلك المحاولات المعاصرة قدمت تحديثاً قيماً في بعض الأحيان، إلا أنّ معظمها بقي أسير المزج الصرف بين نوعين من الموسيقى من دون أن يحدث أي تغيير فعلي في الموسيقى الشرقية. أما «فرقة الراحل الكبير» فتتميز في طرح التحديث من قلب الموسيقى الشرقية: لحناً وتوزيعاً وعزفاً وغناءً. من المؤكد أن حفلة «فرقة الراحل الكبير» لن تكون ولادة أي فرقة شرقية جديدة، بل يتوقع أن ترسم توجهاً موسيقياً شرقياً جديداً وخاصاً بها. ندعوكم إلى التعرّف إلى الفرقة، وصوت غنائي جديد واعد بالكثير: فنانة درست التمثيل في الجامعة اللبنانية، وغنّت سابقاً في عرض «عائد إلى حيفا» للمخرجة لينا أبيض... إنها ساندي شمعون.



«فرقة الراحل الكبير»: 21:30 مساء 20 و 23 آب (أغسطس) ـــ «مترو المدينة» (الحمرا ـ بيروت) ـــ للاستعلام: 76/309363