وسط اللهيب الإقليمي المشتعل في المنطقة، تفاوتت تغطية تفجير الرّويس بين القنوات الفضائية. ضاع الحدث بين طيّات ملفات أخرى ساخنة كالحدثين المصري والليبي والمفاوضات الفلسطينية ــ الإسرائيلية. في اللحظات الأولى للتفجير أوّل من أمس، واكبت القنوات الحدث. كان لافتاً استخدام عبارة «الضاحية: معقل حزب الله» من قبل قنوات «العربية»، و«الجزيرة»، و«france 24»، و «بي. بي. سي.» مع وصفها للمنطقة بأنّها «منطقة شيعية». وفيما تأرجحت مصطلحات «الميادين» لتوصيف الذين قضوا في التفجير بين «قتلى» و«شهداء»، سيطر مصطلح «قتلى» على باقي المحطات المذكورة.
إذاً، غرق الحدث اللبناني بين ملفات أخرى وضعت في سُلَّم أولويات هذه الفضائيات، فراحت bbc و«france 24» تركّزان على التطورات المصرية، وتواكبان ما سماه الإخوان المسلمون «جمعة الغضب» استمراراً لتغطياتها السابقة والحيّة لأحداث المحروسة. خلال مقاربتها لتفجير الرّويس، وضعت القناة الفرنسية الناطقة بالعربية هذا الحدث في إطار «رد الفعل على مشاركة «حزب الله» في المعركة الدائرة في سوريا ضد المعارضين المسلحين السنّة». على «العربية»، قفز الحدث الفلسطيني المتمثل في المفاوضات الجارية بين السلطة الفلسطينية والصهاينة إلى الشاشة التي ركزت على وجود «انتحاري فجّر نفسه في معقل حزب الله. والعمل جار للتحقق من هويته». وغزت أخبار ومقالات مصر وما يتعرّض له الإخوان شاشة «الجزيرة» التي عنونت تغطيتها للحدث البيروتي بـ«جماعة تقاتل الأسد، تتبنّى تفجير بيروت»، مصرّةً على وجود «مراكز لحزب الله» في الروّيس.
رغم إيلائها أهمية كبرى للحدث المصري، تفرّدت «الميادين» عن سابقاتها وآثرت أوّل من أمس إفراد مساحة كبيرة للتفجير وتداعياته من خلال استضافتها سياسيين وإعلاميين مختلفي التوّجهات، مع توزّع مراسليها بين مكان التفجير وأمام المستشفيات التي نقل إليها الضحايا.
وصفت قناة «الواقع كما هو» الحدث بأنّه «أعنف تفجير إرهابي يهز الضاحية عشية الاحتفاء بيوم الانتصار»، مستعرضةً ما تعرّضت له منطقة الرّويس في حرب تمّوز 2006 من قصف وتدمير وقيامتها من الموت لتغدو اليوم أرضاً محروقة يذهب ضحيّتها نساء وأطفال جرّاء ايادي الإرهاب الممتدة إليها.
بدورها، قاربت «سكاي نيوز عربية» الحدث من وجهة نظرها الخاصة، منتقيةً بعض تصريحات المواطنين في الرّويس الذين وصفوا العمل بـ«الجبان، والزلزال» وقد كان وقعه أكبر من حرب تموز، فيما سلّطت الضوء على تأفف بعض السكان مما يتعرضون له: «ماذا ذنبنا نحن كشعب نسعى وراء لقمة عيشنا ونستهدف؟».
على الجانب الروسي، طغت على قناة «روسيا اليوم» الإدانة الرسمية الروسية للتفجير، إذ وصف ديبلوماسيوها التفجير بـ«الجريمة الشنيعة» التي يجب أن ينال «مرتكبوها العقاب». وعرضت القناة تصريحاً للصحافي اللبناني عبد الوهاب بدرخان اعتبر فيه أنّ التفجيرات تحمل في طياتها «رسائل وإنذارات موجّهة إلى «حزب الله» بشكل مباشر»، مضيفاً أنّ هناك «جماعات ناقمة على هذا الحزب وبشكل أساسي على مشاركته في القتال إلى جانب قوات النظام في سوريا».