بدلاً من أن تنشغل إليسا في اختيار أغنيات حفلتها التي أحيتها أوّل من أمس في وسط بيروت ضمن مهرجان «أعياد بيروت»، فضّلت المغنية أن تفتتح سهرتها بتوجيه كلمة سياسية للتعبير عن رأيها إزاء انفجار الرويس. خطاب سياسي لم نفهم أوّله من آخره وألغازه الكثيرة، كأنّ إليسا تتلفّظ بعبارات لا تعرف معناها وتكتفي بربط بعضها ببعض، كي لا يقال إنّها بعيدة عما يجري في بلدها. قالت صاحبة أغنية «أسعد واحدة» بالحرف الواحد «هذه المرة الأولى التي لا أستنكر فيها ولا أتأسف، لأنني اعتبرت أن الذي حصل معهم يحصل معنا.
هم أهلنا لبنانياً وانسانياً، ونحن كمقاومة مفروض على كل إنسان أن يقاوم وأن يعمل ضمن اختياراته. أنا بما أنني أغنّي، فعملي أن أزرع الفرح والضحكة على وجوهكم». كان مفاجئاً أنّها استعانت بمفردات تحيل على التقسيم وزمن الحرب الأهلية عندما قالت «هنّي ونحنا». أطلقت الفنانة تصريحاتها الناريّة ومضت تغنّي كأن شيئاً لم يحصل. هذا الأمر دفع بعض الحضور إلى ترك الحفلة لأنهم اعتبروا كلامها «مستفزّاً وتحريضيّاً، وأن توقيته غير مناسب»، فهو جاء بعد يومين فقط من الانفجار الذي ذهب ضحيته عشرات الأبرياء، وأكثر من 300 جريح. لكنّ اللافت كان دفاع بعض الصحافيين عن خطوة المغنية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرين أنّ إليسا معروفة بمواقفها المتسرّعة، وبأنها «لا تقصد المعنى السلبي للجملة»، موضحين أنها فُهمت خطأ! في هذا السياق، تجنّدت حفنة من الصحافيين لتحويل إليسا إلى «مناضلة»، لأنها تحدثت عن المقاومة، حتى وصل الأمر ببعضهم إلى دعوة اللبنانيين إلى «تعلّم الوطنية من إليسا»!. ذلك الدفاع غير المبرّر قابله هجوم قويّ على مواقع التواصل الاجتماعي، وقام البعض بتشبيه تصريحات المغنية بكلام وزير الداخلية مروان شربل الذي لا يترك مناسبة سياسية إلا ويُخطئ في التعبير فيها، فأصبح حديث الناس.
رغم الأحداث الأليمة التي تشهدها بيروت، إلا أنّ إليسا أصرّت على إحياء سهرتها في وسط بيروت، معتبرة أنّها «تتحدّى الكره وتزرع الابتسامة»، لكن نتيجة حفلتها كانت معاكسة تماماً. إليسا التي تتحدّث في السياسة خلال لقاءاتها الاعلامية ولا تتردّد في القول بأنّها تدعم «حزب القوات اللبنانية» و«الدكتور سمير جعجع»، تحوّلت في تلك الليلة إلى صوت يعمّق الشرخ الداخلي بدلاً من بلسمة الجراح!