«توحيد الخطاب الإعلامي»: درس سعودي جديد في الديموقراطية | مع إعلان الموقف الإعلامي السعودي والخليجي الرسميين، اكتمل مشهد الحرب ضد «حزب الله» اللبناني. تم جمع أصحاب المعالي والسعادة على عجل في الرياض، أول من أمس، حيث نوقشت القرارات السعودية التي يجب على الجميع تنفيذها، ثم أعلنها وزير الإعلام السعودي عادل الطريفي في مؤتمره الصحافي. وجاء على رأس هذه القرارات «توضيح صورة الإسلام الصحيحة»، أو بتعبير أدق، بدء جردة الحساب العلنية في وجه حزب هو «حصان طروادة الذي يحاول أن يحقق أحلام الفرس في التهام الأمة»، وفق افتتاحية صحيفة «اليوم» السعودية. وحدّة الخطاب ضد «الإعلام المنفلت»، على حدّ تعبير الطريفي، ستلحقها خطوات عملية ضد القنوات المحسوبة على «حزب الله»، وملاحقة من يحاولون تسويق الخطاب «الهجومي» ضد المملكة، من إعلاميين عرب ولبنانيين، بالتواصل مع وسائل الإعلام المحلية والخارجية في كيفية تعقّب المعادين للقرار الخليجي.وفيما تستمر شيطنة «حزب الله» في الصحافة السعودية والخليجية، عبر ضخّ المئات من المواد المسيئة والمغرقة في الطائفية والمذهبية، يشدد الإعلام السعودي الخليجي الرسمي المشترك على إظهارها بحرية.
وعند السؤال عن كيفية تطبيق «الحزم الخليجي» الطارئ، صرّح مثقف سعودي لـ«الأخبار» بأنّه «سيطال كل المتعاطفين مع الحزب المغضوب عليه، وستتوقف استضافة الشخصيات اللبنانية المحسوبة على «حزب الله» التي يتم الاستعانة بها في المناسبات الدينية والثقافية في المناطق الشيعية شرقي المملكة». الحرب القديمة الجديدة، كما وصفها، ستنسحب على «تشديد مراقبة المنصات الافتراضية، وحتى تجريم جمع التبرعات من قبل من يعدّون الحزب المقاوم رمزاً ثورياً في مواجهة الكيان الاسرائيلي».
سبق القرار الإعلامي الخليجي «الحازم» إعداد وزارة عادل الطريفي لجولة لبنانية مكوّنة من مقيمين وعاملين في المملكة على مقار الصحف السعودية الرسمية في الرياض، بحجة العمل على التوجه إلى الرأي العام المحلي، بأنّه «ليس كل اللبنانيين مختطفين ومبعدين عن محيطهم العربي». حملة ضخمة لخّصتها الكاتبة السعودية مضاوي الرشيد بكون تلك الصحف تعتقد «أنّه نصر مبين على حزب الله مجرد تقييمه كمجموعة إرهابية».