بعد أقلّ من شهرين على عرض «متروبوليس» تظاهرة «أسبوع النقّاد» التابعة لـ«مهرجان كان» الأخير، تحطّ استعادةُ «مهرجان الفيلم الفرنسي العربي» رحالَها للمرة الأولى في بيروت وتحديداً في «متروبوليس أمبير صوفيل». المهرجان الذي انطلقَ في الأردن عام 1994، هو ثمرةُ تعاونٍ بين المعهد الفرنسي والسفارة الفرنسيّة في عمان و«الهيئة الملكيّة الأردنيّة للأفلام». يهدف هذا الحدث إلى الإضاءة على الروابط بين الثقافتين العربيّة والفرنسيّة أكان من خلال مواضيع الأفلام، والإنتاجات المشتركة أم من خلال التعاون التِقْنيّ.
يشمل المهرجان في الأردن عرضَ الأفلام المشاركة، وورشاتَ عمل، وحفلاتٍ موسيقيّة إضافةً إلى مسابقةٍ للأفلام القصيرة أُضيفَت إليه منذ عام 2006. وفي نسختهِ التاسعة عشرة، قدّم المهرجان في عمّان 18 فيلماً طويلاً (12 فيلماً روائياً، ثلاثة وثائقيّات وثلاثة أفلام تحريك)، إضافةً إلى 16 فيلماً أردنيّاً قصيراً ضمن المسابقة وفيلم تحريكٍ قصير من خارجها. أمّا الاستعادة في بيروت، فتقْتَصِرُ على عرضِ 5 أعمال طويلة فقط (وثائقيّ وأربعة أفلام روائيّة).
تُفتتحُ الاستعادة بفيلم «على مدّ البصر» للأردني أصيل منصور (26/8) الذي يحكي قصّة أرملة تتحسّر على سنوات شبابها وغياب زوجها إلى أن تجمعها الظروف برجل يحاول سرقة سيّارتها، فأيّ علاقة قد تنشأ عن صدفة مماثلة؟ الفيلم الثاني هو «كيس دقيق» للمغربية خديجة سعيدي لوكلير (27/8). يدور الشريط حول فتاة مغربيّة نشأت في ميتم بلجيكي حتى عمر الثامنة عندما يفاجئها والدها البيولوجي بزيارة للمرة الأولى من أجل اصطحابها إلى باريس. إلا أنّها تُفاجأ به ينقلها إلى المغرب ويتركها مع عائلته. بعد تسع سنوات، وفي خضم ثورة الجياع المغربيّة، هل تستيقظ أحلام الحرية لدى المراهقة الشابة؟ وكان «كيس دقيق» حاز جائزتين (لجنة التحكيم وأفضل سيناريو) ضمن «مهرجان بروكسل الدولي للفيلم المستقل». ثالثُ فيلم هو «الأستاذ» (28/8 ــ الأخبار 24/9/2012) للتونسي محمود بن محمود الذي يحكي قصة أستاذ حقوق يختاره الحزب الحاكم لتمثيله في رابطة لحقوق الإنسان بمهمّة محدّدة: تبييض صفحة الحكومة والدفاع عن خياراتها في ظلّ موجة تظاهرات نقابيّة تشهدها البلاد. إلا أنّ إحدى طالباته التي تربطهُ بها علاقة حبّ يُلقى القبضُ عليها أثناء تغطيتها لإضراب عمّالي، فكيفَ سيتصرّف «الاستاذ»؟ الشريط الذي أعاد السينمائي التونسي المقيم في بلجيكا إلى الإخراج بعد غياب عقد، هو آخر عمل يصوَّر في عهد زين العابدين، عارضاً الظروف السياسية والنقابية التي عاشتها تونس أواسط السبعينيات. الفيلم الرابع هو «عَشَمْ» (29/8) للمصرية ماغي مرجان الّذي يروي ستّ قصص لشخصيّات مختلفة يجمع بينها الإحباطُ إنّما الأملُ أيضاً. إنه شريط يُصوِّرُ «قاهرة» ما قبل «ثورة 25 يناير» نال جائزةَ أفضل سيناريو في «مهرجان وهران للفيلم العربي» في الجزائر، وتنويهاً خاصاً من لجنة التحكيم في «المهرجان الدولي لأفلام الشرق» في جنيف. اختتامُ الاستعادة ستكونُ مع وثائقي «هل قلتَ دمشق؟» (30/8) للسوريّة ماري سورا، زوجة المستشرق والباحث الفرنسي ميشال سورا الذي اختُطِفَ في لبنان عام 1985 وعُثر عليه جثة مدفونة في بيروت عام 2005. يعودُ وثائقي Damas au péril du souvenir بالأرملة إلى مسقطِ رأسها، حلب التي غادرتها إلى المنفى في عمر الـ 17. إنّها محاولةٌ لنبش ذاكرة الطفولة والحب أيضاً، لكن من قالَ إنَّ مواجهةَ الماضي مجانية؟
ضمن جولاتِهِ خارج الأردن، سيزور «مهرجان الفيلم الفرنسي العربي » فلسطين للسنة الرابعة (بيت لحم، جنين، القدس، نابلس، رام اللّه وغزّة)، كما يزور فرنسا للمرّة الثانية، إضافةً إلى لبنان والعراق للمرة الأولى.




«مهرجان الفيلم الفرنسي العربي 19»: من 26 حتى 30 آب (أغسطس) ــ «متروبوليس أمبير صوفيل» (الأشرفية، بيروت) ـــ العروض عند الثامنة مساء ـــ للاستعلام: 01/204080