يبدو أنّ جورج صليبي لم تصله الانتقادات التي وجّهت إلى زميله مارسيل غانم بعد حلقة الجمعة الماضي من «كلام الناس» (lbci ــ 21:30) أو بكل بساطة لا يأبه. ردود الفعل على الحلقة وغيرها مما عرض على الشاشات بعد تفجيري طرابلس لم تقتصر على دعوات إلى مقاطعة المحطات اللبنانية (الأخبار 26/8/2013)، بل أخذت أشكالاً غير مسبوقة حين طَلب وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال وليد الداعوق أمس من رئيس «المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع» عبد الهادي محفوظ «توجيه إنذار إلى غانم» (راجع المقال المقابل).
مع ذلك، أصرّ صليبي على اعتماد «وصفة» الإثارة والفتنة والتحريض. صحيح أنّ استوديو البرنامج الحواري الأسبوعي «الأسبوع في ساعة» لم يشهد أول من أمس «مصارعة» بين رئيس تحرير موقع «الكلمة أون لاين» سيمون أبو فاضل، ورئيس «اللقاء الإعلامي اللبناني» غسّان جواد، لكنّ صليبي راهن على عنصر آخر: «الخبير في الجماعات الإسلامية» عمر بكري فستق. بدلاً من الانضمام إلى بعض محاولات التهدئة التي شهدتها المحطات اللبنانية، وآخرها حلقة «القلب واحد» التي قدّمها وسام بريدي في الليلة نفسها على mtv (راجع المقال أعلاه)، فضّل صليبي التحريض. على اللائحة الطويلة من الضيوف الذي ظهروا في الحلقة، أطل الشيخ المتشدد عمر بكري فستق مباشرةً من الفيحاء بلوك، وقد طغى عليه اللون الأبيض.
«متسلحاً» كالعادة بعلمين كتب عليهما «لا إله إلا الله» أحدهما أبيض والثاني أسود وبلسان يقطر سمّاً، شنّ فستق هجوماً عنيفاً على «حزب الله» الذي «يناصر نظام المجرم بشّار الأسد»، مضيفاً أنّه «يريد مقاومة سنّية». كلام قد يبدو مكرّراً لمتابعي إطلالات الشيخ عمر الإعلامية، لكن مهلاً لم نبلغ الذروة بعد! فيما رفض فستق وصف غسّان جواد للعلمين الموجودين خلفه بأنّهما من «أعلام تنظيم القاعدة»، نفى الداعية الإسلامي أن تكون في لبنان عناصر تابعة لتنظيم «القاعدة» و«جبهة النصرة»، متحدثاً عن «شرفهم»، مؤكداً أنّه في حال «استمرار استهداف السنّة، فإننا سنناشد «القاعدة» للتدخل»، ومثنياً على دعوة داعي الإسلام الشهّال لإقامة «أمن ذاتي» في طرابلس.
ورأى فستق أنّ الرئيس الأسد يزجّ بـ«جيش السنّة» إلى دهاليز الحرب السوريّة لقتله. بغضّ النظر عن محاولات صليبي في مناقشة ضيفه للتمويه على استقبال رمز تحريضي ومنحه منبراً لبثّ سمومه، فإنّ مجرّد السّماح له بالدفاع عن تنظيم إرهابي قتل عناصر الجيش اللبناني في «نهر البارد»، وعن أحمد الأسير «الضحّية» الذي ارتكب وأتباعه مجزرة في عبرا (شرق صيدا) راح ضحيّتها 20 جندياً لبنانياً هو سقطة لا يمكن تبريرها. هنا، لا بد من الإشارة إلى تصدي الإعلامي اللبناني لضيفه ما قبل الأخير النائب السابق مصطفى علّوش الذي ساوى بين «حزب الله» والتكفيريين، لكونه «حزباً عقائدياً لا يقبل التنوّع»، ليتلقّى بعدها اتصالاً من سامر الحاج رئيس «جمعية العزم والسعادة» التابعة لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عارضاً نشاطها على الأرض بعد الحدث الأليم!