في كلّ مرّة يطلّ فيها هشام حداد بعمل تلفزيوني، يحاول أن يقدّم جديداً إن في طريقة الحوار أو إدارة دفّة البرنامج، أو من خلال المحتوى. هذه المرّة، في جعبة الإعلامي اللبناني برنامج جديد «مميّز» على كل الصعد.
لن يطلّ حدّاد كمقدّم في المشروع الجديد، بل سيقف خلف الكاميرا ويترك الحرية لضيوفه. يعرض البرنامج على قناة otv ويحمل اسم «راس براس» وهو من إخرج باتريك نعيمي. اسم العمل الجديد يكشف كثيراً عن مضمونه. يقول حداد في حديث لـ«الأخبار» إنّ عمله الجديد «فريد من نوعه»؛ لأنّه لبناني محض، وليس نسخة معرّبة من أي برنامج أجنبي. تتمحور فكرة «راس براس» على مواجهة بين ضيفين متناقضي الأهواء السياسية أو الفنية والاجتماعية، ويحاوران بعضهما البعض من دون وجود مدير لهذا النقاش. ضيفان فرّقتهما السياسة، وقد يكون من الصعب إجتماعهما تحت سقف واحد، لكن حداد سيخوض التحدي، ويلمّ شملهما للمرّة الأولى.
يكشف مقدّم برنامج «حرتقجي» أنّ الحلقة الاولى من «راس براس» ستجمع بين الداعية السلفي عمر بكري فستق، والفنان والمنتج اللبناني ميشال إلفتريادس، وستصوّ قريباً، فيما يتوقّع أن تكون مشوّقة جدّاً. يلفت حدّاد إلى أنّه سيحضّر شخصياً الأسئلة لضيفيه، وأنّ الأسئلة ستتسم بالجرأة في محتواها وقد لا يتوّقعها أحد، موضحاً أنّه سيبدأ عرض برنامجه الجديد في منتصف شهر أيلول (سبتمبر) المقبل على الشاشة البرتقالية، أي أنّه سيكون ضمن دورة برامجها الجديدة التي ستنطلق قريباً. للأسف، البرنامج لن يبثّ مباشرة على الهواء، بل سيكون مسجّلاً وهي مسألة قد تشكّل إحدى نقاط ضعفه، خصوصاً أنّ العمل المباشر له نكهة المميزة دائماً، إذ يكشف إنطباع الضيف الحقيقي عند طرح الأسئلة وكيفية تفاعله معها بعيداً عن التصنّع. أما الحلقة الثانية من «راس براس»، فستجمع الإعلاميين سالم زهران المساند لفريق «8 آذار»، وشارل جبّور المؤيد لمواقف فريق «14 آذار». يوضح حدّاد أنّ الحلقتين الأولى والثانية من ستكونان سياسيّتين بامتياز، لأنّ الوضع الراهن يفرض هذا النوع من الحوار، غير أنّه يضيف أنّه في الحلقات اللاحقة سيتنوّع ضيوف البرنامج ليشهد إطلالات باقة من الفنانات المعروفات. يتحدّث الإعلامي اللبناني مطوّلاً عن الهدف من مشروعه التلفزيوني الجديد، معتبراً أنّه يسعى إلى تقديم «صورة حقيقة عن الضيف، من دون أيّ تدخّل للإعلام الذي يسعى إلى تفريق الناس». يبدو حدّاد متصالحاً مع نفسه عندما يشدد على أنّه قد لا يحقق ذلك الهدف من «راس براس»، لكنّه سيحاول، متسلّحاً بالتفاؤل. ليس «راس براس» وحده العمل الجديد الذي يتحضّر له مقدّم البرنامج الذي سطع نجمه أوّلاً في البرنامج الفكاهي «لول» على القناة نفسها، بل هو يستعد لبرنامج كوميدي يحمل إسم «شي ومنّه» من كتابته وإخراجه، على أن تتبنّاه otv أيضاً. سيحلّ العمل مكان البرنامج الساخر «أوفريرا» (إخراج شادي حنا)، فيما سيطلّ من خلاله باقة من النجوم اللبنانية أبرزهم: بيار شماسيان، وماهر حداد، وكريستيان الزغبي، ولورين قديح، وريمي موصللي، وهلا جمال. يرتكز البرنامج إلى تقديم نشرة أخبار تتداخل فيها المواقف والتعليقات الكوميدية، في محاكاة (ربّما) لـ«شي. أن.أن.» على «الجديد». عمل تلفزيوني جديد سيطلّ علينا قريباً، سيبتعد فيه حدّاد عن الشاشة التي إعتادته طويلاً. هو أحبّ أن يقدّم عملاً مختلفاً هذه المرّة، فهل ينجح؟ الجواب رهن الأيام.