لم تحمل سهرة انتخاب «ملكة جمال لبنان 2013» أوّل من أمس أيّ جديد. الحفلة التي أقيمت في «بيال» (وسط بيروت)، وأحياها عاصي الحلاني وأنطوني توما، لم تكشف عن أيّ مفاجآت بين المشتركات الـ 15. على العكس، كانت سهرة عادية توّجت كارن غراوي (22 عاماً) «ملكة جمال لبنان 2013» في نهايتها، وفازت جوزيه ريتا عزيزي بلقب «الوصيفة الأولى»، وكريستينا داغر بلقب «الوصيفة الثانية». فور دخول الحضور إلى القاعة لمتابعة الحفلة، كانت الأعلام اللبنانية الصغيرة مسمرّة على الطاولات، كأنّ القائمين على الحدث، أي وزارة السياحة و lbci، أحبّتا أن تأخذ السهرة طابعاً وطنياً في ظلّ الأحداث المؤلمة الأخيرة. لم يكن مستوى المشتركات في المسابقة على قدر التوقعات. ورغم أنهن قدمن من مختلف المناطق اللبنانية، إلا أنّ ما جمع بينهنّ هو جمالهن المتواضع جداً. قد يبرّر البعض ضعف ذلك المستوى بالأوضاع الصعبة التي يشهدها لبنان، وبأنّ الحدث يمثل ربما حركة رمزية تهدف إلى مقاومة شبح الحرب التي يعيشها اللبنانيون.
في هذا الجو، سرقت الإعلامية في lbci ديما صادق التي قدّمت السهرة، انتباه المتابعين، فقد ظنّت أنّها في مقابلة سياسية، وكانت رنّة صوتها مرتفعة، ووقعت في أخطاء طريفة. مثلاً، بدلاً من أن ترحّب بنايلة تويني، قالت نايلة معوّض (الوزيرة السابقة)، فتعالى الضحك في المسرح. ولم يمض ساعة على السهرة حتى انطلقت التعليقات الساخرة، رأى البعض أنّ الاعلامية اللبنانية ستفوز بلقب «ملكة جمال لبنان»، لأنها الجميلة الوحيدة التي كانت على المسرح.
في المقابل، انصبّ اهتمام الإعلام في الحدث الجمالي، على لجنة التحكيم التي جُمعت من كل ناحية وصوب، وغاب عنها كل مَن يعنى بالجمال. تلك اللجنة تكتّم عنها منظمّو الاحتفال أمام الإعلام كي «لا تبدأ الواسطات»، بحسب تعبير وزير السياحة فادي عبود خلال حديثه لـ «الأخبار» قبل أيام. كانت تلك اللجنة أشبه بخلطة لا تُعرف كيف جُمعت على طاولة لاختيار الملكة، لكن من حسناتها أنها جمعت رئيسة مجلس الادارة ورئيسة التحرير في جريدة «النهار» النائبة نايلة تويني، الحامل بطفلها الثاني، إلى جانب عضو تكتل «التغيير والاصلاح» آلان عون. نائبان في البرلمان اللبناني فرّقتهما السياسة، ولكن جمعهما الجمال. أما المفاجأة غير المتوقعة، فتمثلت في حضور مارسيل غانم، الذي يقدّم برنامج «كلام الناس» (lbci) بين تلك اللجنة. جلس الاعلامي واثقاً من نفسه، مبتعداً عن السياسة، ومشاكلها وموجّهاً نظره إلى الفتيات، لكنّه لم ينجح في الخروج من عباءته السياسة إلا لدقائق، فقد طرح سؤاله على إحدى المشتركات، قائلاً «لو كنت ملكة جمال وقرّروا تمديد مهمّتك، فهل تقبلين ذلك؟» في إشارة إلى التمديد السياسي «الدارج» في لبنان، كما جلس في اللجنة كل من: رئيسة «مصلحة الإنماء السياحي في وزارة السياحة» منى فارس، و «ملكة جمال لبنان 1997» جويل بحلق، ومصمّم الأزياء العالمي زهير مراد، ومستشار وزير السياحة ميشال حبيس، والرئيسة الفخريّة لـ «مهرجانات بعلبك الدوليّة» مي عريضة، ورئيسة «لجنة مهرجانات زوق مكايل الدوليّة» زلفا بويز.
كشفت أسئلة لجنة التحكيم التي طُرحت على الجميلات، مدى غياب الثقافة لدى المشتركات، إذ طغت على أجوبتهن «الكليشيهات» الوطنية، فليس مطلوباً من الملكة تجميل الواقع الذي يعيشه بلدها، بل إنّ قول بعض الحقائق أحياناً لا يضرّ البتة.