صدّق أو لا تصدّق، الرئيس الأميركي باراك أوباما عضو في «التنظيم الدولي للإخوان المسلمين»، وشقيقه «مالك» عضو نشط في تنظيم «القاعدة». في الحقيقة، يتولّى إدارة «التنظيم الدولي للإخوان المسلمين» مرشد الجماعة في مصر محمد بديع المسجون حالياً بتهمة التحريض على العنف.وبحسب قانون الجماعة، فإنّ للمرشد الكلمة العليا على كل أعضائها داخل مصر وخارجها، أي أنّ بديع أعلى شأناً من أوباما في التنظيم. هذه ليست معلومات متخيّلة، بل كلام نشرته جريدة «الوفد» المصرية قبل أيّام عدة في تقريرين متتاليين، لتبرّر للقارئ المصري سبب انحياز قاطني البيت الأبيض لجماعة الإخوان، ويرفضون ما جرى في 3 تموز (يوليو) الماضي حين عزل الرئيس المصري محمد مرسي، وهو ما يصفه النظام الحالي بـ«الثورة»، ويسمّيه الإخوان «انقلاباً».

صحيح أنّ جرائم الإخوان في حق المصريين كثيرة، أبرزها قتل وتعذيب المعتصمين أمام «قصر الاتحادية» في كانون الأوّل (ديسمبر) الماضي والتي يحاكم مرسي وأعوانه عليها اليوم، لكن الصحافة المصرية لم تكتف بذلك، بل قرّرت ـــ على ما يبدو ـــ إضافة تفاصيل جديدة بهدف دفع الشارع نحو قطيعة دائمة مع التيار الديني حتى لو من خلال الأكاذيب. هكذا، نشرت «الوفد» تقريراً، نقلاً عن حزب «الأحرار»، يؤكد أنّ باراك أوباما «اعتنق الأفكار الإسلامية المتطرفة خلال طفولته في أندونيسيا، وأنّ بعض أفراد عائلته ساروا في الاتجاه نفسه، ما حث اللوبي الصهيوني على دعمه في معركته الرئاسية لأكبر دولة في العالم، قبل أن يباشر بتنفيذ مخطط تقسيم الشرق الأوسط بالتعاون مع الإخوان المسلمين». على المنوال نفسه، يتعمّد موقع جريدة «الفجر» على الإنترنت نشر أخبار ضد الإخوان المسلمين بعناوين جذابة لا ترتبط في أحيان كثيرة بسياق الخبر، ولا تمت إلى الواقع بصلة. مثلاً، فور القبض على القيادي الإخواني محمد البلتاجي، المعروف بعدائه الشديد لصبري نخنوخ الملقب بـ«أشهر بلطجي في مصر»، نشر الموقع خبراً عنوانه «نخنوخ يستقبل البلتاجي في سجن طرة»، فيما لم يتضمن الخبر سوى معلومة واحدة حول إيداع البلتاجي في السجن الذي يقيم فيه نخنوخ. هنا، تجدر الإشارة إلى استحالة اجتماع هاتين الشخصيتين وجهاً لوجه بسبب الاحترازات الأمنية. موقع جريدة «النهار» الإلكتروني، بدوره، نشر تقريراً حول استعداد مجموعة من الفتيات للنزول إلى «ميدان التحرير» عاريات، احتجاجاً على إخلاء سبيل الرئيس المصري السابق حسني مبارك. التقرير المفبرك اعتمد على صفحة فايسبوكية عنوانها «لو مبارك أخد براءة هننزل التحرير ملط (عراة بالعاميّة المصرية)»، مضى على إطلاقها عامان تقريباً. لكن صاحب الخبر الكاذب يعلم أن القرّاء لن يسعوا إلى التحقق منه. الأدهى من ذلك، هو قيام صحف ومواقع معروفة، أبرزها «اليوم السابع» بنقل تصريحات لشخصيات سياسية وخصوصاً تلك المحسوبة على الإخوان المسلمين عبر حساباتهم على تويتر، رغم أنّها حسابات مزيّفة تؤسّسها عادةً مجموعة من الهواة.
الرغبة في محاصرة الإخوان أدّت أيضاً إلى ظهور أفكار غريبة ومثيرة للجدل على مستوى مقالات الرأي أيضاً في الآونة الأخيرة، أبرزها مقال لرئيس تحرير صحيفة «الوطن» مجدي الجلاد. بعد تصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان المسيئة لشيخ الأزهر أحمد الطيّب، رد الجلاد بمقال تحت عنوان «حيوان بكل لغات العالم»، وهو عبارة عن كلمة حيوان بعشرين لغة موجهة إلى أردوغان.