عبر صورة نشرتها على حسابها الرسمي على إنستاغرام، عبّرت ملكة البوب العالمية مادونا أخيراً عن رفضها للضربة العسكرية الأميركية المحتملة على سوريا. المغنية الأميركية الشهيرة عرضت لجمهورها صورة لورقة بيضاء كتب عليها: «أميركا لا تتدخّلي في سوريا»، حصدت في أقل من 19 ساعة ثلاثين ألف معجب. في المقابل، معارضة مادونا لخطوة الرئيس باراك أوباما الذي سبق أن أعلنت دعمها له في الانتخابات الأخيرة قوبلت بهجوم شرس ممن رأوا في الهجوم العسكري المرتقب «ضرورة لمنع النظام السوري من استخدام الأسلحة الكيميائية»، فيما ظهر من ذكّرها وغيرها من النجوم بأنّ «وظيفتكم هي الفن والترفيه فقط». مبادرة مادونا ليست الأولى بين المشاهير؛ إذ سبقتها الممثلة الأميركية أليسا ميلانو قبل أيّام بـ«ابتكار» أسلوب مختلف لـ«تسليط الضوء على ما يجري في سوريا». بسطحية وابتذال شديدين، تناولت ميلانو الجرح السوري من خلال «شريط جنسي» صوّرته بنفسها وحمّلته على موقع FunnyOrDie الإلكتروني المخصص للفيديوات الساخرة، مقرون بتعليق: «لم تتوقعوا أن تحظوا بالفرصة لمشاهدة إليسا ميلانو خلال ممارستها الجنس؟ شاهدوا هذا الفيديو لتعرفوا المزيد عن سوريا. ستفهمون ما أقصد عند انتهائكم من المشاهدة».
ظهرت الممثلة الأميركية برفقة شاب وسيم وهي تستمتع بوقتها في ضوء الشموع على سرير تناثرت عليه بتلات حمراء. لكن مع اقتراب «ساعة الحقيقة» تنقل ميلانو الكاميرا إلى شاشة التلفاز الذي يعرض تقريراً إخبارياً عن الأوضاع في سوريا، فيما المشاهد مشتت بين المذيع من جهة وبين التأوّهات والمرآة التي تُظهر بعضاً من المشهد الحميم من جهة أخرى!
بعيداً عن هاتين الحالتين، وبغض النظر عن «سذاجة» الثانية، رصدت الصحافة الأجنبية «صمتاً مخيفاً» لنجوم العالم إزاء الحرب المقبلة، ووصل الأمر بالـ«غارديان» البريطانية إلى وصفهم بـ«المنافقين»، مشيرة إلى أنّ معظمهم صنّف نفسه أخيراً في خانة «المحافظين». لهذه الصحف أسبابها طبعاً! بعيد الاجتياح الأميركي للعراق في 2003، انطلقت حملة ضخمة «ضد الحرب» ضمّت أسماء هوليوودية بارزة، وشملت إعلاناً تلفزيونياً للممثلين مارتن شين وشون بين يزوران بغداد. كذلك أطلق المشاهير عريضة على الإنترنت، وبعثوا رسائل سلام إلى الرئيس الأميركي يومها جورج بوش الابن حملت توقيع مات دايمون وتيم روبنز وباربرا سترايسند وأليك بولدوين، فضلاً عن سلسلة من المؤتمرات الصحافية التي استنكر خلالها نجوم الصف الأوّل «الحلول العسكرية». إذاً من الواضح أنّه يمكن الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم أن يرتاح من «هم» هذه الحملات المفقودة أصلاً. هو غياب يرى الممثلان الأميركيان الشهيران الناشطان مايك فاريل وإد آنسر أنّه ليس بسبب عدم وجود معارضين، بل لأنّ «جهودهم غير منظّمة. ولن تكون كذلك». فيما أبدى النجمان «خيبة أملهما» من أداء أوباما في تصريح إلى موقع «هوليوود ريبورتر»، أوضح فاريل أنّ «حرباً يشنّها بوش الجمهوري الفاقد للشعبية في هوليوود تختلف عن هجمات صاروخية محتملة في سوريا بتوجيه من أوباما، الديموقراطي الذي جذب الملايين بسبب مشاركة المشاهير في حملاته الانتخابية»!

يمكنكم متابعة نادين كنعان عبر تويتر | @KanaanNadine