عكّا | منذ صدور أسطوانتهما «سبيل» في بداية 2012، أراد أحمد الخطيب (عود) ويوسف حبيش (إيقاعات) تقديمها في أمسية في فلسطين، لكنّ الاحتلال الإسرائيلي والقيود التي يفرضها على البشر والمكان، أجّلا موعد «سبيل» في موطنها وإلهامها الأول: فلسطين. لكن بعد مسيرة 12 عاماً من التعاون الموسيقي بين الخطيب وحبيش، ها هو «ثنائي سبيل» يحقّق أمنيته أخيراً: تقديم هذه الموسيقى في كلّ من حيفا ورام الله.
الأسطوانة التي أنتجها «معهد العالم العربي» في باريس، وحصلت على جائزة الجمهور في مسابقة mezzo الموسيقية الشهيرة إبان صدورها، قُدِّمت أخيراً في فلسطين للمرة الأولى. في رام الله، أقام الثنائي الفلسطيني أول من أمس أمسية في «قصر رام الله الثقافي»، على أن يقدّما أمسية ثانية غداً الخميس في قاعة «كريغر» الفرنسية باستضافة «كونسرفتوار بيت الموسيقى». هكذا، سيعود أحمد الخطيب إلى حيفا بعد غياب دام ما يقارب 12 عاماً، منذ أن أبعده الاحتلال عن فلسطين عام 2001.
أسطوانة «سبيل» التي عمل على تأليفها أحمد الخطيب ويوسف حبيش لمدة عامين، تضمّ 11 مقطوعة موسيقية، منها «سبيل» التي حملت الاسطوانة اسمها. رغم التردد الذي رافق التسمية بين المقطوعات العديدة، منها «سفر الخروج» و«لا تدس على الورد»، رسا الاختيار على «سبيل» التي تشكل القاعدة الأساسية لمسيرة هذا التعاون الموسيقي الذي يتناسب مع رؤية الثنائي إلى الحياة والموسيقى، كأنّها تؤكد مقولة الشاعر: «الطريق إلى البيت، أجمل من البيت».
في عرض حيفا، سوف يقدّم «ثنائي سبيل» بمشاركة عازف الكونترباص الفرنسي هوبير دوبون مقطوعات موسيقية من «سبيل» التي هي عبارة عن مقطوعات شرقية معاصرة بالدمج مع ارتجالات الجاز والموسيقى العالمية، إضافة إلى تقديم مقطوعات من ألبوم أحمد الخطيب الأول «صدى» (2004) التي ألّفها إبان الاجتياح الإسرائيلي لمدينة رام الله عام 2002. يُضاف إلى هذه المقطوعات أيضاً تقديم بعض الإنتاجات لفرقة «كرلمة» الفلسطينية، التي يشكل أحمد الخطيب ويوسف حبيش أحد أعمدتها الأساسية من تأليف موسيقي وعزف.
ستكون حيفا على موعد مع حوار العود والإيقاع، يرافقهما هذه المرة الكونترباص مشكلاً أرضية موسيقية خاصة. هذان الموعدان هما بلا شك يستحقان الانتظار، خصوصاً ما تحمله «سبيل» من أماكن احتضت الشراكة والتعاون الموسيقي بين أحمد الخطيب ويوسف حبيش؛ بداية من رام الله مروراً بمدن عديدة في العام، إن كان من تأليف موسيقي وإنتاج إلى إعداد مواد تدريس الموسيقى الشرقية لطلبة الموسيقى في فلسطين والعالم العربي.