القاهرة - رغم رحيل «الإخوان المسلمين» عن السلطة في مصر وتشرذم قياداتهم خلف القضبان، إلا أنّ سيرة الجماعة التي أسسها حسن البنا عام 1928 ستتواصل درامياً من خلال الجزء الثاني من مسلسل «الجماعة» الذي عُرض في رمضان 2010.لم يكن السيناريست وحيد حامد يتوقع أن تشهد السنوات الثلاث التي أمضاها في كتابة الجزء الجديد صعود الجماعة سياسياً ووصولها إلى سدّة الحكم، قبل تُعزَل شعبياً لتوّرطها في أحداث العنف. ولم يكن أحد يتوقّع أن يبصر الجزء الثاني النور قريباً، وخصوصاً بعدما مُنعت القنوات المصرية الحكومية والخاصة من عرضه حتى 30 حزيران (يونيو) الماضي. لكن السيناريست المخضرم كان يعمل على المراجع السياسية للانتهاء من إعداد الجزء الثاني الذي سينطلق تصويره في شهر كانون الثاني (يناير) المقبل.

من المرجّح أن يكون «الجماعة2» الذي يتناول قصة تأسيس «الإخوان المسلمين» على يد حسن البنا الأكثر مشاهدة في رمضان المقبل، ولا سيّما في ظل الاحتقان الشعبي ضد الجماعة التي أربكت المشهد السياسي المصري بعد إطاحة الرئيس السابق حسني مبارك عام 2011.
مخرج المسلسل محمد ياسين قال لـ«الأخبار» إنّ السيناريست وحيد حامد لا يزال يعكف على كتابة الجزء الثاني حتى الآن، موضحاً أنّ ملامح المشروع من حيث الفترة الزمنية والشخصيات التي يتناولها، لم تتضح نهائياً بعد. وأكد أنّ المشاورات بينهما مستمرّة لتحديد ما إذا كان العمل سينتهي عند «ثورة 25 يناير» أو عند وصول الجماعة إلى الحكم مع انتخاب الرئيس المعزول مرسي، موضحاً أنّ هذه التفاصيل ستحسم خلال الأيّام القليلة المقبلة.
وأضاف مخرج مسلسل «موجة حارة» أنّ ثمّة شخصيات سيكون لها دور محوري في الأحداث، وتحديداً قيادات الجيل الثاني الذي انخرط في التنظيم الإسلامي بعد وفاة مؤسسه حسن البنا، مشيراً إلى أنّ بعض ممثلي الجزء الأوّل سيستمرون في تقديم أدوارهم مثل الممثل الأردني إياد نصار الذي سيقدّم دور البنا في الحلقات الأولى، إضافة إلى الممثلين الذين ظهروا في العصر الحديث من تاريخ الجماعة كيسرا اللوزي وحسن الرداد.
وكشف ياسين أنّ البحث عن الممثل الذي سيسند إليه القيادي الإخواني البارز سيد قطب ما زال جارياً، نظراً إلى أنّ الشخصية تفرض مواصفات جسدية وعمرية «وتجبرنا على التفكير جيّداً قبل الاختيار، سواء كان من الممثلين الموجودين على الساحة الفنية المصرية، أو من الوجوه الجديدة»، مؤكداً أنّ الأهم بالنسبة إليه هو «أن يصدّق الجمهور الشخصية».
يضع ياسين وجهة نظره الشخصية جانباً عند تقديم المسلسل، محاولاً أداء دور «القاضي العادل» خلال التصوير، ليظهر ممارسات القيادات الإخوانية على حقيقتها، سواء كانت إيجابية أو سلبية، مشدداً على أنّه لن يقبل تزييف أي حقيقة تاريخية من أجل إرضاء أي طرف.
وتوقّع المخرج المصري أن لا يتعرّض العمل المنتظر لأي هجوم على غرار ما حدث في الجزء الأوّل، لأنّ كثيرين من الجمهور الذي هاجمه حين عرض للمرّة الأولى، هم أنفسهم من استعانوا بمشاهد منه تؤكد سلوك الجماعة العنيف خلال «ثورة 30 يونيو» وقبلها بأسابيع، مشيراً إلى أنّ هذا التصرف «كان النجاح الحقيقي للمسلسل في توثيق التاريخ».