يضجّ مكتب «مكافحة الجرائم الإلكترونية وحماية الملكية الفكرية» في منطقة فرن الشباك (بيروت)، بزحمة صحافيين قادمين وخارجين منه. المكتب الذي أصبح «نجم» نشرات الأخبار في الفترة الأخيرة، تضمّ أدراجه ملفّات بأسماء إعلاميين يُحقَّق معهم بـ«جرائم» متنوّعة. وأمس، أضيف إليهم اسم ربيع فرّان.في السابع والعشرين من شهر آب (أغسطس) الماضي، كتب الصحافي اللبناني مقالاً في موقع «مختار» الإلكتروني حمل عنوان «ثرثرات ليلى عبد اللطيف من قهوة». يمكن اكتشاف محتوى الموضوع من عنوانه.

فقد أورد فران بعض المعلومات عن جلسة جمعت عبد اللطيف مع بعض السياسيين ورجال الأعمال في أحد مقاهي بيروت، فزوّدوها بمعلومات سياسية قد تُفيدها في التوقعات التي تطلقها في برنامج «التاريخ يشهد» (قناة lbci ـــ آخر يوم أحد من كل شهر). يومها، أنكرت عبد اللطيف مقال «الثرثرات» جملة وتفصيلاً، وظهرت في مقابلات إعلامية «متوعّدة» فران. وسرعان ما استدعى مكتب «مكافحة الجرائم الإلكترونية وحماية الملكية الفكرية» ربيع فران بناءً على شكوى رفعتها عبد اللطيف!
يلفت فران في حديث لـ«الأخبار» إلى أنّ التحقيق معه استغرق خمس ساعات متواصلة من دون معرفة سبب تلك المماطلة، مشيراً إلى أنه لم يُسئ في مقاله إلى ليلى عبد اللطيف، بل كتب معلومات يملكها فقط. ويوضح الصحافي في جريدة «السفير» أنه وقع تعهداً بعدم الاساءة إلى عبد اللطيف في مقالاته المقبلة! يبدو أن «العرّافة» لم تجد من يوقفها عند حدّها. بعدما استباحت الشاشات لتعرض لنا توقّعاتها للبنان والبلاد العربية، بدأت اليوم تُحارب كل من يوجّه إليها بعض الأسئلة عن مصادر معلوماتها التي تبعث الخوف في قلوب الناس. فهل يحرّك التحقيق مع فران مسألة ظهور نجمة «التاريخ يشهد» على الشاشات الصغيرة، وخصوصاً بعدما طلب رئيس «المجلس الوطني للإعلام» عبد الهادي محفوظ خلال اجتماع المجلس نهاية الشهر الماضي بـ«وقف برامج العرّافين والعرّافات الذين أصبحوا يتحكّمون بمصير الناس، ليس فقط على الشاشات، بل أيضاً على الإذاعات»؟ هل تستجيب قناة lbci للأصوات التي تعالت أخيراً وأجمعت على أن توقّعاتها لا تزيد إلا القلق في زمن الأزمات السياسية التي لا تنتهي.

يمكنكم متابعة زكية ديراني عبر تويتر | zakiaDirani@





شكوى باطلة


يلفت الخبير القانوني في مؤسسة «مهارات» المحامي طوني مخايل، إلى أن المعلومات التي ذكرها ربيع فران في مقاله في موقع «مختار» لا توضع في خانة «القدح والذم» ضدّ ليلى عبد اللطيف، بل هي مجرّد نقد عاديّ كتبه صحافي، وهذا من حقّه. ويشير المحامي إلى أنّ الإعلامي حلّل المعلومات التي يملكها وتوسّع بها، ولم يمسّ شخص المدعية أبداً، مشيراً إلى أن الناس يهتمّون بمعرفة مصادر تلك التوقعات التي تعرض على الشاشة. ويرى المحامي أن شكوى عبد اللطيف ضدّ الصحافي لا تستند إلى «أساس قانوني» واضح، متسائلاً :«أين المسّ بكرامتها»؟