طيف أوغست رينوار يخيّم على أوسكار 2014. سيرة الفنان الفرنسي المعروف (1841 ـــ 1919) تمثل تيمة شريط «رينوار»، الذي اختارته فرنسا لينافس ضمن الترشيحات الأولية لأوسكار أفضل فيلم أجنبي لعام 2014، وفق ما أعلن «المركز القومي للسينما» أخيراً. يدور فيلم المخرج الفرنسي جيل بوردو في الريفييرا عام 1915، ليروي كيف صارت أندريه هوشلينغ (كريستا تيري) «موديل» الفنان الانطباعي (ميشال بوكيه ــ الصورة) في الفصول الأخيرة من حياته.
تحوّلت أندريه مصدر إلهام كبيراً للتشكيلي، في وقت كان رينوار يعاني فيه أوجاع الروماتيزم، وشللاً نصفياً في الرجلين. منذ وصولها إلى الفيلا، تقلب أندريه هدوء البيت وتنظيمه، وتشعل غيرة خادمات الفنان العجوز، اللواتي يعتقدن أنّها ستنتهي في فراشه كمعظم الموديلات اللواتي عرفهنّ في حياته. في موازاة هذه القصة، ستدخل الشابة إلى حياة جان (فنسان روتييه) ابن رينوار، الذي كان يتعافى من إصابة تعرّض لها خلال الحرب العالمية الأولى. يظهر الشريط كيف تعيش أندريه علاقة سرية إلى حد ما بالابن، وتلهمه في خطواته الأولى كمخرج سينمائي عبر التمثيل في أول أفلامه.
كل عام، تختار «أكاديمية العلوم والفنون الأميركية» خمسة أعمال للمنافسة على جائزة أفضل فيلم أجنبي من بين 60 إلى 70 عملاً، تقدَّم من مختلف أنحاء العالم. علماً أنّ الاحتفال المقبل سيقام في 2 آذار (مارس) المقبل. في انتظار ذلك، ستعلن الأكاديمية القائمة القصيرة من الأعمال المرشّحة لجائزة أفضل فيلم أجنبي قريباً.
إذاً، «رينوار» الذي حقّق أرقاماً مقبولة في شباك التذاكر، من بينها 500 ألف مشاهد في فرنسا، وحوالى 2.3 مليون دولار في الصالات الأميركية، اختير ليمثّل فرنسا وينافس على أفضل فيلم أجنبي في الأوسكار، لكن بحسب موقع «ديدلاين» المختصّ في الفن السابع، فإنّ قصة العشق المحموم الذي يربط امرأتين ويحوي مشاهد جنس قوية في الشريط، قد يخفّف من حماسة أكاديمية الأوسكار له... فماذا عن تيمة الفيلم التي تضيء على الفصول الأخيرة من حياة أحد عمالقة الانطباعية؟ علماً أنّ الفيلم عُرض سابقاً ضمن تظاهرة «نظرة ما» خلال فعاليات «مهرجان كان السينمائي» الأخير. يذكر هنا أنّ «دار المدى» عرّبت أخيراً كتاب «رينوار... أبي» (ترجمة عباس المفرجي) الذي صدر عام 1962، وحكى فيه جان رينوار ذكرياته مع والده.