باشرت قناتا «أبوظبي الأولى» و«أبوظبي الإمارات» أخيراً بعرض مجموعة من البرامج والمسلسلات التي تتنوّع بين الدراما المصرية، والسورية، والخليجية والمدبلجة. حتى اليوم، ما زالت المحطتان تقاطعان الدراما التركيّة من دون إعلان ذلك رسميّاً. الأكيد أنّ الشبكة الإماراتية لن تعود إلى عرض هذه الأعمال في الأسابيع المقبلة. والأكيد أيضاً أنّ لا شيء جديداً وحصرياً على القناتين، لأنهما تعيشان هدوء ما قبل العاصفة الآتية في الثاني من كانون الأول (ديسمبر) المقبل.
تلك هي الساعة الصفر التي ستشهد ولادة جديدة لقنوات الشبكة الإماراتية. وفي انتظار اليوم الموعود، تواصل المحطتان تقديم مواسم متجدّدة من برامجهما المعتادة، منها: «زهرة الخليج»، و«خطوة»، و«في بيتنا طبيب». وضمّت قناة «أبوظبي الأولى» برنامجين حديثين على جمهور القنوات المفتوحة، هما «أدرينالين»، و«أيش تسوي» بعد عرضهما على شبكة osn المشفرة. ينتمي «أدرينالين» (الثلاثاء 22:00) إلى برامج الأكشن والتشويق. يؤدّي أحد المشاهير مهمة خاصة تحت إشراف مدرّب مصري، ويتضمن البرنامج مطاردات بالسيارة يقوم بها عدد من نجوم الدراما المصريّة. ويناقش «أيش تسوي؟» (الاثنين 22:00)، موضوعات اجتماعيّة بأسلوب لا يخلو من الفكاهة، يقدمه غسان الكثيري، والمستشارة النفسية سميرة الغامدي، ومعهما خبير الأمثال العربية خالد حمام وضيوف آخرون. كذلك تعرض المحطة أربعة أعمال دراميّة هي المسلسل الخليجي «سر الهوى» مع إلهام الفضالة، وشجون الهاجري، والسوري «سكر وسط» مع عباس النوري، ثم «الحائرات» مع رشيد عساف، ومصطفى الخاني، والمصري «الوالدة باشا». وتعرض أيضاً «الناس أجناس 2» (الجمعة والسبت 22:00) مع سعد الفرج ومريم الصالح، ثم «رجال وسط الحريم 2» (الجمعة 21:00) مع سعاد علي، وانتصار الشراح. أما قناة «أبوظبي الإمارات»، فتعرض ثلاثة أعمال درامية خليجيّة هي «ماي عيني» و«يا من هواه» و«حليمة ووديمة».
إذاً، تراهن الشبكة الإماراتيّة على مشروع إطلاق قناتيها الرئيستين بحلّة عصريّة مطلع الشهر الأخير من هذا العام الذي يتزامن مع الذكرى الـ 42 لتأسيس الإمارات العربية المتحدة. وقد وعدت الشبكة بتقديم منتج تلفزيوني ينسجم مع أهدافها ويطوّر محتواها. طبعاً، لن تتغير بوصلة قناة «أبوظبي الإمارات»؛ إذ يبقى هدفها الأول هو المشاهد الإماراتي، ولعلّ الانطلاقة المقبلة ستكون مناسبة لرفدها ببرمجة مختلفة عن الفترة السابقة؛ إذ تهرب المحطة منذ مدّة إلى تقديم برامج حواريّة قليلة الكلفة، ولا يسخو القائمون عليها إلّا في الموسم الرمضاني. أما «أبوظبي الأولى»، فتسعى إلى إرضاء أذواق المشاهدين على امتداد العالم العربي. ولا شك في أنّ المحطة عاشت عزاً استثنائيّاً قبل سنوات، لكنها لم تسلم من بعض التراجع في الآونة الأخيرة، وقد تعود الروح إليها مع الانطلاقة المقبلة. وكان رئيس مجلس إدارة مؤسسة «أبوظبي للإعلام» سعادة محمد مبارك المزروعي، قد لفت إلى أنّ «مشروع إعادة الإطلاق يتوّج جهوداً استمرت أكثر من عام لتحديث وتطوير آليات عمل الشركة التي بدأت بتعزيز البنية الإدارية ووضع سياسات العمل، وإعادة تنظيم أقسام الشركة ودوائرها المختلفة لضمان الفاعلية القصوى في الأداء». ستتبدّل الحلّة الإخبارية للنشرة الرئيسيّة «علوم الدار»، وتقدّم من استوديو جديد، وتركّز على التغطية الميدانية التفاعلية. ويُنجَز هذا العمل بالتعاون مع إدارة «المنطقة الإعلامية الحرة» في أبوظبي twofour54 و «سكاي نيوز عربية»، و«سكاي نيوز بريطانيا». وتهتم «أبوظبي الإمارات» بالبرنامج الصباحي «صباح الدار» الذي سيغطي فعاليات الدولة وأنشطتها، ثم برامج تعزز هويتها كقناة خدمة عامة تحاكي المجتمع وقضاياه.
لا يمكن الآن معرفة المفاجآت التي تخبئها الشبكة في المستقبل القريب. لكنّ التحضيرات لبعض البرامج تفرض إعلانها قبل فترة، وهذا ما فعلته الشبكة التي أعلنت أخيراً تحضيرها برنامجي مسابقات سيصوّران في الإمارات: الأول ينتمي إلى فئة برامج السرعة والمغامرات في المنطقة، والثاني من برامج الألعاب والمعلومات العامة.
يبقى السؤال: هل تنجح شبكة «أبوظبي للإعلام» في استعادة موقعها المنافس قريباً، وهل تستعيد توهجاً تستحقه؛ لكونها تحاكي قضايا المواطن الإماراتي وتبحث عن إرضاء المشاهد العربي؟