القاهرة | رغم إغلاق كلّ القنوات المصرية المؤيدة لنظام الرئيس محمد مرسي بعد دقائق من إعلان عزله رسمياً في الثالث من تموز (يوليو) الماضي، إلا أنّ صحيفة «الحرية والعدالة» ظلت تصدر حتى صباح أمس الأربعاء قبل أن يتعرّض مقرها لاقتحام قوات الأمن وغلقها بأمر من النيابة ومصادرة كل الأجهزة التي يعتمد عليها الصحافيون في تنفيذ الجريدة.
جهات الأمن تؤكّد أنّها فعلت ذلك بأوامر من النيابة التي تلقت بلاغات تتهم الصحيفة بالتحريض ونشر الأكاذيب، بينما يؤكد المنتمون إلى الجريدة أنّ القرار كان مفاجئاً. بين هذا وذاك، ربط بعضهم ما حدث لمقر الجريدة في ضاحية المنيل في القاهرة بمانشيت الصحيفة أول من أمس الثلاثاء. أورد المانشيت «قيام النظام الحاكم في مصر بتدمير الأدلة التي تُثبت تورّطه في مذبحة فض اعتصامي رابعة والنهضة». وتضمّن الخبر واقعة غير مؤكدة عن قيام الجيش والشرطة باقتحام منزل مجند تخصص في مجال القنص وشارك في قتل المعتصمين في رابعة يوم 14 آب (أغسطس) الماضي. وتابع الخبر أنّه بعد انهاء خدمته العسكرية، قال المجنّد لمن حوله إنّه نادم على قتل الأبرياء. وحسب الجريدة، فإنّ هذا المجند قُتل عندما حاول الهرب. هكذا بنت الجريدة الإخوانية مانشيت عريضاً حول إخفاء أدلة تورِّط النظام في مذبحة رابعة من دون تقديم الصحيفة أي أدلّة.
أسباب أخرى تضاف إلى تفسير إغلاق جريدة «الحرية والعدالة» ترتبط بالحكم الذي صدر ظهر الثلاثاء وقضى بحلّ جماعة الإخوان المسلمين ومصادرة مقارها.
رغم أنّ الجريدة تتبع الحزب رسمياً، إلا أنّ الكل في مصر يعرف أنّ لا فرق حقيقياً بين الحزب والجماعة، فيما قال صحافيون في «الحرية والعدالة» إنّهم في الأساس لا يعملون في المقرّ، خوفاً من هجوم البلطجية، مشيرين إلى أنّهم سيواصلون اصدار الجريدة. لكن بات هذا التحدي على المحك، خصوصاً أنّ الجريدة تُطبع في مطابع الأهرام التي وضعت عراقيل عدة أمام صدورها فور عزل مرسي عبر افتعال أزمات مالية.

وبالتالي، يصعب اليوم أن تجد صحيفة «الحرية والعدالة» مطبعة، مع الوضع في الاعتبار أن معظم باعة الصحف يرفضون توفيرها لزبائنهم، سواء بسبب الخلاف مع الإخوان أو خوفاً من ردود فعل أنصار «ثورة 30 يونيو».
وإذا كانت جريدة «المصريون» المقرّبة من التيار الإسلامي قد تحوّلت إلى أسبوعية بعد أيام من عزل مرسي وحافظ أصحابها على لغة معارضة لا تؤدي إلى صدام مع النظام الحاكم في مصر، يبدو أنّ جريدة «الشعب» التي تصدر يومي الثلاثاء والجمعة من كل أسبوع، لم تعد مهتمة بالحصار المفروض على الصحف المؤيدة لمحمد مرسي.
خرجت صفحتها الأولى أول من أمس بعناوين أثارت جدلاً كبيراً من بينها «الانقلاب يتجه لحظر القرآن والسنة، وأمتنا المؤمنة لن تقبل بهذه الردة»، و«جيش كامب ديفيد يردّ على ثورة الطلاب بالشرعية المسلحة» و«هيكل يتعاون مع المخابرات الأميركية منذ عام 1948»، مما قد يعرّض الجريدة قريباً للمصير نفسه الذي لقيته جريدة «الحرية والعدالة» كما يؤكد المراقبون.

يمكنكم متابعة محمد عبدالرحمن عبر تويتر | @MhmdAbdelRahman