رغم مسرحياتها القليلة، إلا أنّها كانت تثير جدلاً. تناولت لينا خوري مواضيع تعتبر حساسة خاصة في مجتمعاتنا العربية أبرزها في مسرحيتها «حكي نسوان» (عبارة عن 12 مونولوجاً لنساء يتحدثن عن مختلف المواضيع الحميمة). استمر العرض حوالي سنتين وهو مستوحى من نص عالمي لإيف أنسلر. ثم تبعتها مسرحية «صار لازم نحكي» التي تناولت موضوع العلاقات بين الرجل والمرأة عام 2009. كما عرضت مسرحيات طلابية آخرها «مذهب» التي تعيدها اليوم تحت عنوان «مجنون يحكي». حصلت المخرجة اللبنانية الشابة على فرصة ذهبية في إخراج عمل تشارك فيه مجموعة من الممثلين المحترفين، أبرزهم المبدع زياد الرحباني وغبريال يمّين وندى بو فرحات. كان لنا جلسة مع خوري خلال البروفات، أخبرتنا فيها عن العمل. تقول خوري إنّ اختيارها هذا النوع من العروض «الصعبة» كان بهدف العمل ضمن إطار أكاديمي في «الجامعة اللبنانية الأميركية» ولم تكن تفكّر في عرض «مجنون يحكي» جماهيرياً. إلا أنها شعرت لاحقاً بأنّ العمل يعكس الوضع العربي الراهن في ظل تغيّر الأنظمة. وبما أنّها أحبت العرض المنجز، كان من الضروري أن تختبر الى أي مدى قد يتطور مع طاقم محترف جديد من الممثلين والعازفين. في الفترة نفسها، بدأت العمل مع زياد الرحباني من حيث التنظيم لحفلاته الموسيقية والأداء وقراءة نصوص في تلك الحفلات. من هنا، نشأت صداقة بينهما.
وحين سألها عن سبب انقطاعها عن التمثيل المسرحي، أجابته بأنّ أيّ مخرج لم يقدّم لها نصّاً يجذبها. فوافقها الرأي، وأكد أن ذلك هو السبب نفسه الذي جعله منقطعاً عن التمثيل المسرحي. لذا، عرضت عليه العمل معها تمثيلاً في العرض الذي كان قد شاهده من قبل ضمن حرم الجامعة التي تدرّس فيها، فوافق على الفور. وكانت لينا خوري قد عملت على إدخال تغييرات في النص كي يتلاءم مع الوضع السياسي الذي يشهده العالم العربي. بعدما كان الحاكم نظاماً عسكرياً في النص الأصلي، حوّلته خوري الى نظام ديني أيديولوجي على حد قولها. كما حوّلت دور الناشط المعتقل من رجل الى امرأة يحاولون إقناعها بأنّها رجل لكي تضيء خوري على عنصر القمع الجندري ووسائل التعذيب النفسية.
لا تخاف خوري من أن يغطّي اسم زياد على العمل ككلّ، تقول: «إنه زياد، طبيعي أن يحصل ذلك، الجميع يريد مشاهدته على الخشبة وأنا أولهم، بل يصعب عليّ تصديق ذلك». وتشير الى أن التعامل معه كممثل كان سلساً لأنه «متواضع جداً، النقاش معه يأتي دوماً لمصلحة العمل، وهو لا يخرج عن النص لأنّه يحترمه ولا يريد توريط الممثل الآخر أمامه». لكنّها أعربت عن تخوّفها من أن يأتي الجمهور بتوقّع مشاهدة شخصية زياد الذي اعتاد عليه، فهو لا يمثّل دور البطولة في هذا العرض ولا تشبه هذه المسرحية أيّاً من مسرحياته السابقة التي تتسم بـ«عبقرية زياد» كما تقول.