القاهرة | 22 فضائية مجهولة المصدر تسرق الأفلام المصرية! رقم لا يحمل أيّ مبالغة لمن يُتابع عن كثب ما يجري. الجديد هذه المرّة أنّ الرقم بات «رسمياً» بعدما كشف عنه مدير «غرفة صناعة السينما» سيد فتحي. ويبدو أنّ الغرفة قررت التصدّي للقراصنة من دون كشف خططها في مواجهة «الغول الغامض» الذي يلتهم السينما المصرية. بدأت ظاهرة سرقة الأفلام قبل سنوات حين كانت قنوات قليلة تعرض نسخاً غير أصلية من أفلام مصرية قديمة كـ«الناصر صلاح الدين» ليوسف شاهين، أو فيلم «الرسالة» لمصطفى العقاد.
لكن قبل عامين، بدأت مجموعة قنوات تظهر تباعاً وتعرض أفلاماً جديدة غادرت صالات العرض لتوها مثل «على جثتي» لأحمد حلمي، و «مصور قتيل» لإياد نصار، و«المصلحة» لأحمد عز وأحمد السقا، و«أسماء» لهند صبري.... في البداية، كانت نُسخ الأفلام غير أصلية، فإما كانت مسروقة من الصالات، أو نسخاً لأفلام قديمة لا تُعرض على الفضائيات بسبب مشاهدها الجريئة، خصوصاً أفلام السبعينيات. لكنّ الأمر تغيّر تدريجاً إلى أن صارت النسخ أفضل من تلك التي تعرض على قنوات الأفلام المعروفة مثل «روتانا»، و«شو تايم»، و«ميلودي»... نسخ أصلية متاحة لتلك القنوات، حتى قبل أن يطرح المنتجون أفلامهم على «دي. في. دي». الأزمة الكبرى أنّ تلك القنوات لا تنطلق من قمر «نايل سات»، فهناك القمر الفرنسي «يوتلسات» الذي يسير في مدار «نايل سات»، ويلتقط المشاهدون العرب كل القنوات التي تبثّ عليه. تستأجر شركات عربية وأجنبية تردّدات من هذا القمر، لتبيعها لتلك القنوات التي تحقّق بدورها مكاسب كبيرة، رغم عدم تعامل المعلنين الكبار معها. امتناع المعلنين عن هذه القنوات لا يعني أنها تخسر، والدليل أنّه لا يمرّ شهر من دون أن تظهر قناة جديدة من النوعية نفسها حيث مدّة الفاصل الإعلاني لا تقل عن 15 دقيقة، وتتكرر أربع مرات مع كل فيلم. تتنوّع إعلاناتها بين سلع التسوق عبر الهاتف، والمياه الغازية المحلية، ومساحيق الغسيل، والمنشطات الجنسية والأعشاب الطبية. أي أنّها تغطي كل هذه السلع التي لا تستطيع اختراق القنوات المعروفة، ليصل الأمر إلى حدّ عرض أفلام حصرية مملوكة لقناة «روتانا سينما»، قبل أن تعرضها المحطة نفسها بثلاثة أشهر على الأقل! ولأن هذه القنوات لا تحتاج إلى فريق عمل، ولا تملك مصاريف باستثناء إيجار التردّد لأنها لا تدفع مقابل الحصول على الأفلام، فإنها لا تنطلق من مدينة الإنتاج الإعلامي في القاهرة. بالتالي، ستكون عصية على الحصار. كما يجب إقناع إدارة قمر «يوتلسات» أن تلك القنوات تنتهك حقوق الملكية الفكرية، وهو أمر يحتاج لتضافر جهود أصحاب القنوات الشهيرة مع المنتجين وأصحاب الصالات السينمائية. أطرف ما في هذه الظاهرة المسيئة للسينما المصرية هي الأسماء التي يُطلقها أصحاب تلك القنوات على شاشاتهم بطريقة تخاطب المزاج الشعبي. مثل «توك توك سينما»، و«سينما الموقف»، و«دربكة أفلام»، و«ماجستيك سينما» التي تعرض أفلاماً أجنبية حديثة من دون أن تمرّ طبعاً على الرقيب.

يمكنكم متابعة محمد عبدالرحمن عبر تويتر | @MhmdAbdelRahman