لم يحقق كليب عمرو دياب الجديد «الليلة» (إخراج مايكل برنارد) النجاح الذي يناسب تاريخ النجم المصري الذي بدأ مشواره قبل 30 عاماً (الأخبار 4/10/2013). لكن ذلك لم يساعد تامر حسني الملقَّب بـ «نجم الجيل» على تحقيق ولو انتصاراً معنوياً على دياب الملقّب بـ«الهضبة». يضع حسني عمرو دياب نصب عينيه دوماً، ويعتبر أنّه في منافسة مع المطرب الذي دخل السوق بينما كان هو طفلاً لم يدخل المدرسة بعد.
لكن دويتو «سي السيد» الجديد الذين جمع «نجم الجيل» والمغني الاميركي سنوب دوغ (كتابة وألحان تامر حسني، وإخراج طارق فريتخ)، لم يحقّق له البريق الذي قد يطغى على النجاح المحدود لكليب «الهضبة».
البريق الذي يفتقده حسني، هو ذلك الذي يحصل عليه النجم حين يتخطّى حدود جماهيريته الثابتة منذ سنوات.
ليست تلك هي الحال مع جمهور «نجم الجيل» الذي لا يزال محصوراً بفئة عمرية لا تزيد على 25 عاماً. هؤلاء وحدهم مقتنعون بأنّ تامر حسني قد يحمل لقب «سي السيّد»، كما يقول لزوجته في الكليب. كذلك لن يتوقّف جمهوره عند مدى صلاحية تامر للقب من جهة، ومدى صلاحية استخدامه بعد قرابة 60 عاماً على صدور رواية «ثلاثية» (تتضمّن شخصية السيد عبد الجواد المعروف بسي السيد) للكاتب نجيب محفوظ (1911 ـــ 2006). تلك الثلاثية التي وثقت شخصية بات وجودها في القرن الحادي والعشرين محض خيال.
لم يتوقف الذين أعجبهم الدويتو عند سبب تصوير كليب عن شخصية «سي السيد» في بلاد العام سام، وبعدد كبير من عارضات الأزياء الأجنبيات، وعن الحكمة من مشاركة فنان أميركي هو سنوب دوغ في أغنية مماثلة. تامر يتوق إلى العالمية، ومخاطبة جمهوره العربي معاً، لكن من دون الاهتمام بالتناقضات التي يقع فيها. هو يتّكل على أن جمهوره يتلقّى ما يقدّمه من دون نقاش، بل ربما يرى في الكليب ما لم يره تامر نفسه. أحدهم علّق على يوتيوب أنّ «تامر جعل سنوب دوغ يتطبّع بالموسيقى الشرقية، بينما نجح تامر في تجنّب التطبّع بالموسيقى الغربية»! قال المولع بـ «نجم الجيل» هذا لأنّ المغني الاميركي قال كلمتين بالعربية هما «السلام عليكم، وسي السيد». باستثناء ذلك لا يوجد في الكليب ما يقول إنّنا أمام موسيقى شرقية من الأساس.
ولأنّ صاحب أغنية «عينيّا بتحبّك» يرى نفسه سي السيد، فكان طبيعياً أن يصمّم على كتابة، وتلحين الدويتو بنفسه، تاركاً التوزيع لكريم عبد الوهاب. عادة تأليف الأغنيات عشقها حسني في السنوات الأخيرة، من دون أن ينبّهه أحد إلى أنّ كلماتها تتطاير من الذاكرة حتى قبل مرورها، وأنّ أبرز اغانيه التي يسمعها الناس على قلتها، لم تكن من كلماته وألحانه. أما تصميم ملابس تامر حسني في «سي السيد»، فكان من نصيب زوجته بسمة بوسيل، والإخراج لطارق فريتخ مع شكر للمخرج ياسر سامي. تصل مدة الكليب إلى أكثر من سبع دقائق رغم أنّ الأغنية نفسها لا تزيد على أربع دقائق بسبب حرص تامر على زيادة مساحة التمثيل، والصراخ بينه وبين الموديل التي تجسد شخصية زوجته في الكليب. بينما الملمح الأبرز لكليب «سي السيد» أنه العمل الأوّل الذي طُرحت مقدمته الإعلانية في نيسان (أبريل) العام الماضي، بينما طرح الكليب كاملاً في تشرين الاول (أكتوبر) الحالي، أيّ أن جمهور تامر انتظر الكليب 18 شهراً! بالتالي، من الطبيعي أن يصدق تامر حسني أنه يستحق لقب «سي السيد»! ولا بد من الإشارة أخيراً إلى الحرب الشرسة التي تدور رحاها على مواقع التواصل الاجتماعي بين «التيمورية» (معجبو تامر حسني) و«الديايبة» (معجبو عمرو دياب).



يمكنكم متابعة محمد عبدالرحمن عبر تويتر | @MhmdAbdelRahman