يسيرون في شارع الحمرا ورؤوسهم منحنية نحو هواتفهم الذكية. المشهد نفسه في التاكسي والمقهى، والموسيقى نفسها تصدر عن الهواتف وعبارات مختلفة مثل sweet وdivine إلى أن يقطع أحدهم الصمت قائلاً «أوف، أخيراً خلّصت هالمرحلة. إلي يومين فيها!». إنّه بكل بساطة إدمان لعبة «كاندي كراش» التي اجتاحت هواتف اللبنانيين في الفترة الأخيرة. أمّا مَن لم «يتورّط» في هذه اللعبة، فهو حتماً يتلقّى عشرات الطلبات اليومية على فايسبوك يُرسلها له أصدقاء يريدون الحصول على حياة إضافية كي يتمكنوا من إكمال المرحلة. إذا كنت تمارس اللعبة قبل ذهابك إلى العمل وخلال استراحتك وقبل النوم، فأنت بالتأكيد مدمن «كاندي كراش». يقول سائق الباص فادي «خلال الطريق إلى الجنوب، أرى أكثر من 15 راكباً منكباً على اللعبة ويصبحون أحياناً أصدقاء بسببها، فيقول راكب لآخر: أضفني إلى فايسبوك لابعتلك حياة». إلا أنّ الإدمان وصل إلى مراحل متقدّمة مع لارا التي تشتري المساعدات التي تقدّمها اللعبة كي تنتقل إلى المرحلة التالية «عند كل 15 مرحلة، يجب أن تأخذ بطاقة لتقطع المرحلة التالية، وهذه البطاقة تشتريها بدولار أو عليك انتظار ثلاثة من رفاقك كي يرسلوها لك». تستقطب «كاندي كراش» يوميّاً 50 مليون لاعب حول العالم كما تحقق الشركة المطوّرة للعبة أرباحاً بقيمة 20 مليون دولار سنوياً في الولايات المتحدة وحدها! أما في لبنان، فقد وصل غياب التواصل المباشر في الجلسات أحد المطاعم في بيروت إلى تقديم عرض جديد بعنوان socialize حيث تحصل على حسم 10% على الفاتورة شرط أن تترك هاتفك على المدخل!