قيادة المرأة للسيارة ليست بطولة في أي مكان. لكنها كذلك في السعودية. البلد المحافظ يوضع تحت المجهر العالمي هذه الأيام مع اقتراب يوم 26 تشرين الأول (أكتوبر)، وهو موعد الدعوة التي وجّهتها ناشطات إلى المرأة السعودية لقيادة السيارة في هذا اليوم، تحدياً للحظر المفروض على قيادة النساء في المملكة الوهابية. حملة ضخمة رفعت شعار «قيادة المرأة للسيارة اختيار وليس إجباراً»، تسعى إلى رفع الحظر عن قيادة المرأة، علماً بأنّها الحملة الأوسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي منذ اعتقال 47 امرأة بتهمة القيادة في الرياض في تشرين الثاني (نوفمبر) 1990. الحملة بدأت مع المؤيدين من الجنسين، وقيام نساء في الرياض وجدة والشرقية بتصوير فيديوهات وهن يقدن سياراتهن وتنزيلها على يوتيوب، في إشارة إلى جدية المطالبات بتسريع السماح للمرأة بقيادة السيارة محلياً. مع ذلك، لا يزال العالم ينتظر ما سيسفر عنه يوم 26 أكتوبر من فعاليات وانتظار رد فعل السلطتين السياسية والدينية في المملكة.
وبينما نفى وزير العدل محمد بن عبد الكريم العيسى وجود نص يمنع قيادة المرأة، واصل النظام محاولاته للحدّ من التحرك النسوي باستدعاء الناشطة إيمان الفنجان أخيراً إلى مركز الشرطة في الرياض وإجبارها على توقيع تعهد يلزمها بعدم ركوب سيارة تقودها امرأة!
وثائقيات ولافتات رفعت في السعودية وأميركا وفلسطين تشجّع على قيادة المرأة السعودية وتدعم الحملة التي انتشرت على فايسبوك وتويتر، منها صورة رجل حمل لافتة داعمة للحملة كتب عليها «أرضاها لأختي»، وصورة أخرى رفعت جملة «أنا سعودية ومن حقي رخصة قيادة سعودية» فيما كتبت إحداهن أسفل صورتها الشخصية «أنا قدها وقدود».
الصفحة الرسمية لحملة «26 أكتوبر» أعادت نشر حلقة «السواقين» للسعودية هتون القاضي من برنامجها «نون النسوة» (27 مايو/ أيار 2013) على يوتيوب. في تلك الحلقة، تحدّثت القاضي عن معاناة النساء في المملكة مع السائق الأجنبي ووقوع المرأة تحت سيطرته في مشاويرها الخاصة. الحلقة الساخرة التي حصدت أكثر من 800 ألف مشاهدة على يوتيوب، تناولت أيضاً مزايا أهم رجل في حياة المرأة السعودية الذي لن يكون سوى «السواق». في خضم هذا الصراع الاجتماعي للمرأة، لا يتوقف الحديث عند المتشددين في حملتهم المضادة لمنعها من القيادة، وخصوصاً بعد فتوى رجل الدين صالح اللحيدان حول معارضته قيادة المرأة لأنها «تؤذي المبيض»، مثيراً بذلك موجة من التغريدات الساخرة على تويتر. في الجانب الآخر، نشرت السعودية مروى نبيل فيديو ساخراً على يوتيوب حمل عنوان «يا نسوق، يا نسيب لكم البلد» تسخر فيه من خصوصية البلد أو إمكان استهدافه نسوياً، فقط كونه «عجيبة من عجائب الدنيا السبع»، توازي بذلك شهرته الأهرامات وسور الصين. ميزة ستمنح للآخرين متعة الفرجة لتزدهر بسببه السياحة في السعودية فقط بسبب النساء، في وقت يتم فيه ذكر المملكة في الكتب تحت فقرة «هل تعلم» كونها الدولة الوحيدة التي تمنع المرأة من قيادة السيارة.