عندما كانت يارا أبو حيدر (1978) تُسأَل وهي صغيرة عما تريد أن تصبح عندما تكبر، كانت تجيب: «مهرّجة». كبرت الممثلة اللبنانية مفتونةً بخشبة المسرح في مدرستها، فتابعت تحصيلها الجامعي في «معهد الفنون» الذي كان وقتها في منطقة الروشة. تقول: «كنت محظوظة أنني تعلمت في هذا المعهد، فقد كان هناك رابط سحري بين كل من كانوا فيه من أساتذة وطلاب. كان هذا هو الزمن الجميل ببساطته وناسه وحتى مشاكله. المسرح شيء من كياني. أحسّه أحياناً لعنة لأنني أحبّه إلى هذه الدرجة». خلال مشروع تخرّجها، عملت يارا على موضوع الذاكرة، فجسدت شخصيات من قريتها ووضعت جدتها على المسرح من خلال شاشة تلفزيون «في المسرح أو السينما، أحبّ أن أنطلق من الواقع، حتى الفانتازيا برأيي يجب أن يكون لها أساس واقعي». بعد تخرجها، عاشت حوالي سنتين في القاهرة حيث درست كتابة السيناريو في «معهد رأفت الميهي» ليكون هذا أول دخول لها إلى عالم السينما، فكتبت سيناريو «مربى لارنج» الذي حاز جائزة وزارة الثقافة المصرية. كما خاضت تجربة سينمائية أخرى مع زميلتها الممثلة المصرية ليلى البلعوطي في فيلم تشاركتا في كتابته وإخراجه وإنتاجه بعنوان «صولو» الذي شارك في مهرجانات من بينها «مهرجان ترايبيكا للأفلام».

ما كان مفصلاً في حياة يارا الفنية هو عملان مشتركان قامت بهما مع المخرج التونسي وحيد العجمي، فكان دورها في الكتابة والتمثيل والإنتاج وحتى تصميم الأزياء في مسرحية «يا ما كان» (٢٠١٢)، و«ينعاد عليك». تقول: «هذه أعمال أفتخر بها. أنا أحب أن أضحك الناس. أبتعد عن الدراما الفاقعة وأفتش عنها في تفاصيل الحياة اليومية». حازت يارا أبي حيدر أخيراً جائزة أفضل ممثلة في «مهرجان وهران السينمائي» عن دورها في فيلم «عصفوري» مناصفةً مع تهاني سليم بطلة الفيلم الأردني «لما ضحكت موناليزا». جسّدت يارا في الفيلم دور والدة كريم (أم عامر) التي تروي القصة. تقول «كانت التجربة رائعة، وقعت في حبّ السينما ولم يكن صعباً انتقالي من الخشبة إلى الشاشة. تساعدني في أدواري شخصيات وهمية وحقيقية تعيش في رأسي». اليوم تبحث يارا عن طرق ووسائل لمواصلة عملها الفني بعناد، تقول «ما فينا ننتظر الدولة لتدعمنا كفنانين لأنو يمكن هيدا ما يصير، لازم نتحدى كل شي ونعمل فن ونترك شي لولادنا».