كلود فيرلون (58 عاماً) وغيسلان دوبون (51 عاماً)، إسمان أضيفا إلى سجلّ الصحافيين الفرنسيين الذين يقتلون في الخارج. الصحافيان العاملان في «إذاعة فرنسا الدولية» (rfi) التابعة للإعلام الخارجي الفرنسي، قتلا أوّل من أمس على يد مجموعة إرهابية في مدينة كيدال شمال مالي، بعد إنتهائهما من مقابلة مع أمبيري ليسا، أحد الزعماء المحليين هناك، ضمن تحقيق كان يفترض بثه في برنامج «خاص بمالي» عبر الإذاعة الفرنسية الخميس المقبل. علماً أنّها المهمة الثانية التي يقوم بها الصحافيان هناك بعد تغطيتهما للجولة الأولى من الإنتخابات الرئاسية في تموز (يوليو) الماضي.
الخبر الذي هزّ فرنسا، أعاد إلى الأذهان حادثة مقتل مراسل الإذاعة عينها جان هيلين في أبيدجان على يد شرطي عام 2003. بغضب عارم، عبرّت مديرة «هيئة الإعلام السمعي البصري الخارجي» ماري كريستين ساراغوس عن شعورها تجاه ما حدث مع الصحافيين. وبحسب صحيفة «لو موند» الفرنسية، فإنّ ساراغوس أعلنت عن عزمها «الإستمرار ضد البرابرة»، وقالت إنّه «لن نستسلم. الغضب سيعطينا الدفع لإستكمال معركتنا ضد هؤلاء. إنّنا ندفع فاتورة غالية كوننا نعمل في مهنة الصحافة».
وكان الأمين العام لمنظمة «مراسلون بلا حدود» كريستوف ديلوار قد وصف العمل بـ«المقزز»، مضيفاً: «أن مقتلهما لدى خروجهما من مقابلة أحدهم أمرٌ لا يثير السخط فحسب، بل يوّلد شعوراً عميقاً بالإشمئزاز». وتقع مالي وفق تقارير المنظمة نفسها في المرتبة 99 في التصنيف العالمي لحرّية الصحافة بعدما كانت في المرتبة 74 العام الماضي.
بعيد شيوع النبأ، اجتمع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بوزير الخارجية لوران فابيوس، ووزير العدل كريستيان توبيرا، ووزيرة الإتصال أوريلي فليبتي، وممثل وزير الدفاع جان لوي لودرايان، ومديرة «هيئة الإعلام السمعي ــ البصري الخارجي» ماري كريستين ساراغوس، ورئيسة rfi سيسيل ميجي، قبل أن يلتقي أفراد من «هيئة الإعلام الخارجي». وأكد هولاند عزمه على «مقارعة المجموعات الإرهابية المتمركزة في شمال مالي»، عبر بيان أصدرته الرئاسة الفرنسية أعلنت فيه فحوى الإتصال الهاتفي الذي أجراه الأخير مع نظيره المالي إبراهيم أبو بكر كيتا.
قناة «فرانس 24» التابعة أيضاً للإعلام الخارجي الفرنسي، نعت الصحافيين واصفة غيسلان بالصحافية «المخضرمة»، مشيرةً إلى أنّها كانت تعمل كمستشارة لـ«هيئة تحرير قسم أفريقيا» في الإذاعة الفرنسية، وأنّها التحقت بالعمل هناك في 1986، واختارت فوراً تغطية أحداث القارة السمراء. أما فيرلون، فعرّفت القناة عنه بأنّه تقني تحقيقات منذ عام 1982 في الإذاعة، معتبرةً أنّه «رجل ميداني محنّك، يحب التحديات وعاشق لأفريقيا».

يمكنكم متابعة زينب حاوي عبر تويتر | @HawiZeinab




فرنسا تريد تغيير النظام

يبدو أنّ مقتل فيرلون ودوبون لن يدفع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى مراجعة حساباته في مالي، طالبه 91 % من الفرنسيين (أكثر من 9 فرنسيين من أصل 10) بضرورة تغيير الأداء السياسي والطاقم الحكومي الذي شكله. نسبة أظهرها إستطلاع للرأي أجراه «المعهد الفرنسي للرأي العام» (IFOP)، ونشرته صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية أمس، حول حقيقة المزاج العام الفرنسي، والتدني الكبير في شعبية هولاند. وبيّن الاستطاع أنّ 43% من الفرنسيين يريدون من هولاند تغيير سياسته، و30% يتمنون تغيير الطريقة، كما يرغب 18% في ترميم حكومي طفيف، فيما لا يرى 9% ضرورة في إجراء أي تعديلات. جرى الاستطلاع عبر التلفون بين 31 تشرين الأول (أكتوبر) و2 تشرين الثاني (نوفمبر)، وشمل عيّنة من 1009 أشخاص كلّهم فوق الـ18 عاماً.